لهيب الحرب يجتاح شمال إسرائيل

«نيران» حزب الله تلتهم مستوطنات الاحتلال.. وبن غفير يدعو لحرق لبنان

الحرائق تجتاح المستوطنات شمال إسرائيل
الحرائق تجتاح المستوطنات شمال إسرائيل

عواصم ــــــ وكالات الأنباء:
تتصاعد حدة المواجهات بين إسرائيل وحزب الله اللبناني، إلى مستوى ينذر باندلاع حرب شاملة فى المنطقة مع تهديد قادة الاحتلال بـ»حرق لبنان» بعدما اجتاحت حرائق غابات مساحاتٍ واسعة فى شمال الدولة العبرية بسبب صواريخ أطلقتها الجماعة المدعومة من إيران.


وأجلت سلطات الاحتلال العديد من المستوطنين الإسرائيليين الذين يعيشون فى بلدات قريبة من الحدود اللبنانية منذ أشهر بسبب تصاعد القتال بين إسرائيل وحزب الله على خلفية الحرب على غزة. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية بوجود عدة إصابات وباشتعال النيران فى بعض المنازل. وأرسل الجيش الإسرائيلى معداتٍ وجنوداً للمساعدة فى احتواء النيران التى انتشرت بسرعة بسبب الطقس الحار والجاف، وأصيب ستة من جنود الاحتياط.


بدوره، أكد مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أنه يتابع الحرائق عن كثب.
وقالت سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية : إن الحرائق امتدت بالفعل إلى مئات الأفدنة. وأعلنت خدمة الإطفاء الوطنية أن أعضاءها عملوا فى عدة مواقع، منها : مستوطنة كريات شمونة حيث كانوا يحاولون حماية صف من المنازل. وقالت الشرطة : إنها أغلقت الطرق وطلبت من السكان الذين ما زالوا فى المنطقة إخلاءها قرب الحدود مع لبنان.
وامتدّت الحرائق إلى مستوطنات إسرائيلية عدّة، منها: مرجليوت، والجولان المحتل، وكيبوتس عميعاد قرب شلومي، والمطلة فى الجليل الغربي.
وأتت هذه الحرائق بعد إعلان حزب الله اللبناني، عن شنّ سلسلة عمليات هجومية بالصواريخ والطائرات المسيّرة، طالت مواقع عسكرية ومواضع انتشار للجنود الإسرائيليين فى شمال الدولة العبرية.
ووفقاً لصحيفة « يديعوت أحرونوت « فقد حاولت أنظمة الدفاع الجوية اعتراض مسيرتين فى سماء الجليل الأعلى أطُلقتا من جنوب لبنان، لكن أجزاء من أحد الصواريخ سقطت فى أحراش ، مما أدى لاندلاع حريق قرب صفد بشمال دولة الاحتلال، وإصابة جندى إسرائيلى بجروح متوسطة.


وأعلن مستشفى صفد فى الجليل الأعلى أنه قدم العلاج لـ 16 إسرائيلياً أصيبوا بينهم 7 جنود أثناء مكافحة حرائق هائلة اشتعلت فى كريات شمونة. وقالت سلطة الإطفاء الإسرائيلية إن فرقها تعاملت مع 15 حريقاً فى الجليل الأعلى والجولان السورى المحتل.


ويبدو أن نيران الحرائق، قد أججت مستوى القلق وسط مخاوف من احتمالية توسّع رقعة المواجهات بين «إسرائيل وحزب الله». وأكّد وزير الأمن القومى الإسرائيلى إيتمار بن غفير أنّه «لو أسندت إليّ المسئولية عن المقاتلات والصواريخ، لعرف حزب الله كيف يبدو ردّ إسرائيل الحقيقي». كما قال بن غفير: إنّ «الحرائق فى شمال إسرائيل دليل إفلاس واستمرار لسياسة الاحتواء»، معتبراً أنه «حان الوقت ليحترق لبنان».


من جانبه، قال زعيم المعارضة فى إسرائيل يائير لابيد: «الشمال يحترق ومعه أيضاً قوة الردع الإسرائيلية، وهذه حكومة بلا استراتيجية». وأضاف: «ليس لدى الحكومة خطة لليوم التالى فى غزة، ولا خطة لإعادة السكان إلى الشمال، ولا إدارة ولا استراتيجية.. هذه حكومة الفوضى الكاملة».


يأتى ذلك فيما أكد الجيش الإسرائيلى أنه ردّ على هذه الهجمات بقصف جوى طال أهدافاً لحزب االله فى جنوب لبنان. وأفادت وسائل إعلام لبنانية أن القوات الإسرائيلية أطلقت القذائف الفوسفورية والقنابل على بلدات جنوب لبنان. واستهدف الاحتلال عدداً من البلدات من ضمنها للمرة الأولى بلدة دير ميماس التى تمتاز بأشجار الزيتون المعمّرة. وذكرت صحيفة «النهار» اللبنانية أن الجيش الإسرائيلى أسقط قنابل حارقة على الأحراج عند أطراف بلدات الناقورة وجبل اللبونة وعلما الشعب والبستان، مما أدّى إلى أضرار جسيمة.
فى غضون ذلك، بحث وزير الخارجية الإيرانى بالوكالة على باقرى خلال زيارته لبنان، مع الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، «الحلول المطروحة» بشأن إنهاء الحرب بين إسرائيل وحركة المقاومة الفلسطينية (حماس) فى غزة.


وأعلن حزب الله، فى بيان، أمس أن أمينه العام استقبل باقرى واستعرض معه «آخر التطورات السياسية والأمنية فى المنطقة وخصوصاً فى جبهتى غزة ولبنان والحلول المطروحة والاحتمالات القائمة حول تطور الأحداث».


وبعد لقاءاته فى بيروت توجه باقرى إلى سوريا حيث التقى «قياديى فصائل المقاومة الفلسطينية فى السفارة الإيرانية فى دمشق»، وفق ما أفادت وكالة تسنيم الإيرانية. ومن المقرر أن يلتقى باقرى الرئيس السورى بشار الأسد.