لا مكـان آمنًا فى غـزة

شبح المجاعة يخيّم على القطاع.. و«كلاب» الاحتلال تعتدى على المسنين

نازحون فلسطينيون يتجمعون للحصول علي طعام وسط ندرة الغذاء في خان يونس
نازحون فلسطينيون يتجمعون للحصول علي طعام وسط ندرة الغذاء في خان يونس

عواصم- وكالات الأنباء:
فى اليوم الـ264 من العدوان الإسرائيلى على غزة، أفادت مصادر طبية بانتشال جثامين 15 شهيدا من مناطق متفرقة فى مدينة رفح. يأتى ذلك بينما أكد الهلال والصليب الأحمر الدوليان أن أزمة الغذاء فى القطاع وصلت إلى نقطة حرجة، فى حين قال برنامج الغذاء العالمى إن بيئة العمل العدائية فى غزة تجعل من المستحيل تقريبا إيصال المساعدات إلى سكان القطاع.


حكومة غزة -بدورها- أكدت أن المساعدات لم تدخل القطاع منذ نحو 50 يوما، مما ينذر بمجاعة فى مختلف محافظات القطاع.
أعلنت وزارة الصحة فى غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلى ارتكبت 4 مجازر خلال الساعات الـ24 الماضية أسفرت عن 60 شهيدا و140 مصابا، وجاء ذلك فى ظل تواصل غارات قوات الاحتلال على مواقع مختلفة فى القطاع.
وأكدت وزارة الصحة ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلى على غزة المستمر منذ السابع من أكتوبر الماضى إلى 37 ألفا و718 شهيدا، إضافة إلى 86 ألفا و377 مصابا.
واستشهد 15 فلسطينيا أمس وإصابة آخرين فى قصف إسرائيلى استهدف منزلا فى بيت لاهيا شمالى القطاع. واستشهد 5 أخرين فى قصف مدفعى إسرائيلى استهدف شقة فى مخيم النصيرات، وسط غزة.كما نسفت قوات الاحتلال الإسرائيلى عددا من المربعات السكنية وسط مدينة رفح وغربها، وأقدم جنود جيش الاحتلال على إحراق منازل ومنشآت تجارية فى المناطق التى تشهد عمليات توغل إسرائيلى وسط قصف مدفعى وإطلاق نار يطال مختلف المناطق فى مدينة رفح. وفى محافظة غزة، شنت المقاتلات الإسرائيلية سلسلة غارات استهدفت خلالها منزلا فى حى التفاح، وعمارة سكنية فى حى الدرج.
من جانبها، حذرت هيئات دولية من تفاقم الوضع الإنسانى فى غزة فى ظل مشهد مجاعة قاتم، ووقوع عاملى الإغاثة فى مرمى نيران الاحتلال الإسرائيلي، وعرقلة دخول المساعدات. وقال جاجان تشاباجين المدير التنفيذى للاتحاد الدولى لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن الأزمة الغذائية فى غزة وصلت إلى نقطة حرجة مع تزايد خطر الجوع يوميا.


من جانبه، قال برنامج الأغذية العالمى إن بيئة العمل العدائية فى قطاع غزة تجعل من المستحيل تقريبا إيصال المساعدات. بدوره، قال ستيفان دوجاريك المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن المخاطر المحدقة بالعاملين فى المجال الإنسانى فى غزة أصبحت لا تطاق.
فى الأثناء، تداول بعض النشطاء عبر وسائل التواصل الاجتماعى موضوع يتعلق باتصالات قالوا: إن الاحتلال الإسرائيلى أجراها مع بعض العائلات عبر أسطوانات يزعم فيها السماح لهم بالعودة إلى منازلهم بمحافظتى غزة والشمال عبر الحاجز العسكرى الذى يقيمه جيش الاحتلال على شارع الرشيد/البحر فى ساعات المساء. ودعا المكتب الإعلامى الحكومى أبناء الشعب الفلسطينى إلى الحذر الشديد من هذه الاتصالات المريبة وغير الموثوقة، داعيا إلى أخذ أقصى درجات الحيطة، حيث تكررت قبل ذلك جرائم ارتكبها الاحتلال بحق العديد من أبناء شعبنا حاولوا فى مرات مشابهة العودة إلى محافظتى غزة والشمال؛ حيث أطلق جيش الاحتلال النار عليهم وأوقع بين صفوفهم العديد من الشهداء والجرحى.
فى الوقت نفسه، أفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلى عن أسير فلسطينى مجهول الهوية، اعتقل فى مدينة خان يونس بقطاع غزة وظل محتجزا لديها لأشهر. وقال الأطباء الذين استقبلوا الأسير بعد الإفراج عنه إنهم لم يتمكنوا من معرفة هويته بسبب فقدانه الذاكرة تحت التعذيب، فضلا عن الآلام الشديدة التى يعانى منها وآثار الرصاص والشظايا على جسده.
كما أشعل تصريح مسنة فلسطينية أمس الأول بأن قوات الاحتلال أطلقت كلابها عليها بسبب رفضها ترك بيتها فى مخيم جباليا شمالى غزة منصات التواصل الاجتماعى على الصعيد العالمى والعربي. وأظهرت ثوان وجيزة من مشاهد مسربة حصلت عليها الجزيرة من كاميرا مثبتة على كلب شرطة إسرائيلي، حادثة الاعتداء على مسنة فلسطينية بوحشية داخل منزلها.
على صعيد آخر، اظهر استطلاع فلسطينى أن ربع الفلسطينيين يفكرون فى الهجرة من وطنهم. لأسباب واضحة تتعلق بالأوضاع الاقتصادية والسياسية والأمنية. وبحسب الاستطلاع فإن الطلب على الهجرة أعلى فى قطاع غزة مقارنة بالضفة الغربية (31٪ و21٪ على التوالي). والوجهة الأكثر تفضيلا للهجرة هى تركيا، تليها ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وقطر.


فى السياق، باشرت جمعية التنمية الزراعية «الإغاثة الزراعية» بإنشاء مركز إيواء للأشخاص ذوى الإعاقة وعائلاتهم فى دير البلح بالمحافظة الوسطى. ويهدف المشروع إلى إنشاء مكان مخصص للأشخاص ذوى الإعاقة (إعاقة حركية، سمعية، بصرية، وغيرها) ولعائلاتهم لتسهيل الظروف المعيشية الصعبة التى يعيشونها بسبب النزوح، خاصة فى ظل عدم توفر مكان مخصص لهم أو لرعايتهم منذ بداية الحرب على غزة. وبحسب تقديرات الجهاز المركزى للإحصاء الفلسطيني، بلغ عدد الأفراد ذوى الإعاقة فى فلسطين قبيل الحرب، 115 ألف فرد، ما يشكل نسبة 2.1 فى المائة من عدد السكان.