ديليسبس «حبيس» المخازن « يبحث عن مكانه»

تمثال «ديليسبس»
تمثال «ديليسبس»

خلاف تشهده بورسعيد منذ ثمانينيات القرن الماضى.. لم تتغلب فيه إحدى وجهتى النظر على الأخرى بعد أن تم إسقاط تمثال «ديليسبس» من فوق قاعدته بالمدخل الشمالى للقناة عقب العدوان الثلاثى عام ١٩٥٦ ونقله إلى مخازن الترسانة البحرية؛ فبينما يرى جانب كبير من أبناء المحافظة أن عودة التمثال «ديليسبس» تمثل إضافة سياحية سواء عالميًا ومحليًا لشهرته الواسعة كونه صاحب مشروع حفر قناة السويس، ينظر الجانب المقابل إلى فيرنانرد ديليسبس باعتباره رمزًا للاستعمار الذى عاشته مصر.

64 عامًا قضاها التمثال حبيس المخازن آملاً فى إنهاء الخلاف بين رواد وجهتى النظر.. وعن الرأى المتمسك بعودته؛ أكد عادل اللمعى عضو مجلس الشيوخ أن قضية عودة تمثال ديليسبس لقاعدته فى بورسعيد يجب النظر إليها من خلال المصلحة الوطنية لتنمية السياحة وتنشيط الاقتصاد المحلى بالمحافظة وبالتالى الاقتصاد الوطنى ولاشك أن التمثال قيمة سياحية عالمية لا خلاف عليها وما يحقق المصلحة لنا فلا نضع العراقيل أمام تحقيقه بداعى الخيانة ورمز استعمارى فقد انتهى زمن الاستعمار بلا رجعة والتاريخ لا يتغير ونحن لا نخلد ديليسبس أو تاريخه، وأضاف اللمعى أن التمثال يحقق الرواج والتنمية السياحية لبورسعيد بعودته كموقع تمثال الحرية فى نيويورك، مشيرًا إلى أن وجود التمثال فى غير موقعه يمثل إهدارًا الفرص المتاحة للتنمية السياحية.

اقرأ أيضا| مراحل تطوير منطقة الهضبة السياحية بالغردقة| فيديو 

«إنكار للتضحيات المصرية فى حفر القناة».. هكذا يرى رواد الجانب المقابل حول نقل التمثال عبر منصات التواصل الاجتماعى بمحافظة بورسعيد رافضين فكرة عودة التمثال؛ متمسكين بكونه رمزًا كبيرًا للاستعمار الذى دخلت مصر تحت وطأته فى فترة انتهكت خلالها حرية أبناء المحافظة بالإضافة إلى عملهم فى "السخرة" لحفر قناة السويس مع عدم مراعاة حقهم فى الرفض، كذلك حق المصريين الذين قضوا حياتهم نتيجة الظروف المعيشية القاسية خلال أداء المهمة فى فترة دقيقة جسدت حقبة من الظلم عاشها المصريون طيلة فترة الاستعمار الأجنبى. وقدم رواد هذا الرأى مبادرة باستبدال تمثال ديليسبس بتمثال آخر يجسد الفلاح المصرى على قاعدته التى مازالت فى موقعها عند المدخل الشمالى للقناة.

أما على المستوى الرسمى؛ أتمت محافظة بورسعيد خلال الفترة الماضية تطوير المنطقة المجاورة للتمثال فى ساحة مصر العالمية السياحية أمام الميناء السياحى، لتصبح عودة التمثال تشكل اكتمالا واحدة من أشهر المناطق السياحية العالمية بحوض منطقة البحر المتوسط ومازال الأمل يراود أبناء بورسعيد بإعادة التمثال لقاعدته.