بدون تردد

الموقف المصرى الثابت

محمد بركات
محمد بركات

المتابع للتطورات والمستجدات الجارية والمتلاحقة على الساحتين الإقليمية والدولية، فى ظل الأوضاع المشتعلة والمتفجرة فى قطاع غزة ورفح، يلفت انتباهه بالتأكيد ذلك القدر الكبير من الاهتزاز والخلل الذى أصاب الضمير الإنسانى الجمعى للعالم منذ فترة ليست بالوجيزة.


وقد كان ذلك الخلل واضحاً فى ظل الموقف بالغ السلبية، والعاجز عن التحرك الإيجابى الفاعل من المجتمع الدولى، لوقف العدوان الإسرائيلى اللا إنسانى ضد الشعب الفلسطينى فى غزة ورفح،...، وما أدى إليه هذا الموقف من استمرار قوات الاحتلال فى ارتكاب المزيد من جرائم القتل الإرهابية وعمليات الإبادة الشاملة والدمار الكامل ضد الشعب الفلسطينى.
وقد أدى ذلك العجز وتلك السلبية التى أصابت المجتمع الدولى طوال الثمانية الشهور الماضية، متوازية ومتلازمة مع الانحياز الأمريكى الشامل للعدوان الإسرائيلى ودعمه المستمر والمعلن للدولة الصهيونية العنصرية، ومنحها موافقة معلنة وتصريحاً مشهراً لممارسة أقصى درجات العنف ضد الشعب الفلسطينى بحجة وذريعة حقها المزعوم فى الدفاع عن النفس.
ولكن على الرغم من ذلك كله، ورغم غرور القوة المسيطر على المحتل الإسرائيلى، ورغبته المريضة والمعلنة فى القضاء على الشعب الفلسطينى وتصفية القضية الفلسطينية، عن طريق الإبادة الجماعية للشعب الفلسطينى، والخلاص من الفلسطينيين جميعاً بالتصفية والقتل والإبادة والتهجير القسرى،...، بقى الموقف المصرى ثابتاً وقوياً فى مواجهة ذلك كله.
رغم ذلك كله.. وبالرغم من اهتزاز الموقف الدولى وعجزه، وعدم القدرة على تنفيذ قرارات محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية، المطالبة والمنادية بالوقف الفورى للعدوان الإسرائيلى،...، بقى الموقف المصرى ثابتاً فى دعمه ومساندته للشعب الفلسطينى، وإدانته الواضحة والقوية للعدوان الإسرائيلى، وسعيه الدائم والمستمر لحث المجتمع الدولى لاتخاذ موقف ثابث وإيجابى لوقف الجرائم.


والواقع أن الموقف المصرى الثابت والمعلن والراسخ، هو حقيقة مؤكدة تؤمن بها مصر، انطلاقاً من رؤيتها الشاملة للسلام، وإدراكها الواعى بأنه لا يمكن أن يتحقق هذا السلام، إلا بتسوية شاملة ودائمة وعادلة للقضية الفلسطينية، تقوم على حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو ١٩٦٧، وعاصمتها القدس العربية.