جريمة عائليةl الزوجة استدرجت الضحية.. والزوج قتلها لسرقة ذهبها

الضحية
الضحية

المنيا‭: ‬حمد‭ ‬الترهوني‭ ‬

كان الأهالي في قرية «إبشاق» يشيعون جنازة رجل توفاه الله داخل مقابر الشيخ عطا، وكانت الأم الباكية على اختفاء ابنتها - منذ قرابة الـ15 يومًا - تأمل أن تعود إليها ابنتها حية، وأن يجدوا جثمانها لو كانت متوفاة، وفعلا.. رأى الرجال جثمان شابة، مشوهة تمامًا، مواصفاتها تشبه مواصفات الفتاة المختفية، وكانت هي «منة» وجدوها مقتولة ومحروقة، ومشوهة، وعلى جسدها آثار تعذيب. تفاصيل أكثر عن واقعة مقتل «منة الله رفعت» ابنة قرية «إبشاق» التابعة لمركز بني مزار بمحافظة المنيا ترويها التفاصيل التالية.

      الزوج‭ ‬المتهم                الزوجة المتهمة

قبل حوالي شهر، تمت خطبة «منة الله رفعت»، الفتاة التي حفظت القرآن الكريم وهي في سن صغيرة، تعمل في إحدى شركات الصرافة في محافظة المنيا على بعض «كيلومترات» من منزلها، والمسؤولة عن تيسير القروض للعملاء وتحصيلها.

بعد خطبة «منة»، كانت كأي فتاة تحب أن تتحلى بالمصوغات الذهبية التي أهداها لها خطيبها، الأمر الذي جعلها مطمعًا، لكن عين الطمع هذه المرة لم تكن عين أحد من الغرباء، بل كانت عين صديقتها.

بعد أن أنهت يوم عمل طويل، اتصلت بها صديقتها وأخبرتها أن زوجها يريد أن يسدد بعض أقساط القروض التي عليه، وأنه نتيجة لتعثره أكثر من مرة في السداد يخشى أن يحضر إلى مكتب الشركة كي لا يتم احتجازه، وأنها تريد أن تقابلها هي وزوجها حتى يعطي لها المال.

«منة» لم تحرص وبالتالي لم تخون رغم ما كان يُحاك لها، وما الداعي للشك في صديقتها، أو أنها تبيت النية لشيء ما في نفسها، بالفعل ذهبت إليها طواعية، ويا ليتها لم تذهب.

خيانة

 عند اقترابها من المكان المتفق عليه، جاءها اتصال آخر، كان هذه المرة من زوج صديقتها، يخبرها أنه تحرك من مكانه وذهب إلى مكان بجوار المقابر، وأنه ينتظرها هناك، ودون أن تشك في شيء أخذت الأمر ببساطة، ورغم غرابة مكان اللقاء لم يكن في بالها أن زوج صديقة عمرها، يرتب لها ما هو أسوأ.

عند وصولها، كان مختفيًا في المكان، وهاتفها وهو يراها طالبا منها أن تدخل من شارع معين -  كان يعرف أنه يخلو من المارة -  وفور دخولها. باغتها فجأة بضربة على رأسها، أفقدتها تقريبًا الوعي، ثم سحبها جرًا إلى داخل المقابر، وكان مستعدا سلفًا بـ»مية النار»، ألقاها على وجهها بغية تشويه ملامحها تمامًا، ثم سرق المصوغات التي كانت ترتديها بما فيها «دبلة» الخطوبة.

تمت الجريمة وظن زوج الصديقة أنه ارتكب جريمة كاملة، دون أن يلفت الانتباه إليه، وأن خطته التي بها ارتكب جريمته ليس بها أي ثغرة. لكن «دبلة الخطبة» كانت البداية فك خيوط القضية، عندما أبلغ أحد أصحاب محلات الصاغة عن «دبلة» تحمل نفس مواصفات «الدبلة» المبلغ بسرقتها بعد كشف واقعة مقتل «منة الله رفعت»، اتضحت أنها هي نفس الدبلة، بنفس النوع ونفس الاسم المدون عليها، وكانت هي طرف الخيط، الذي بكرّه تم القبض على بائع «الدبلة» لمحل الصاغة، زوج الصديقة القاتل.

كواليس

كان مشهد الجريمة له العديد من الكواليس، والبروفات، لكن النص الثابت؛ أن الصديقة عند حضورها حفل خطبة «منة الله رفعت» ووجدت ما أهداه لها خطيبها من ذهب، لمعت في عينيها الفكرة، وعلى الفور أسرعت إلى زوجها القاتل وأخبرته أن صديقتها جاء لها ذهبا بكذا وكذا، هنالك شعر الزوج بالفرصة، وقرر أن يرتكب جريمته على النحو السابق.

يحكي ابن عم «منة الله رفعت»، محسن، كواليس تلك الواقعة لـ أخبار الحوادث» قائلا: «بنت عمي كانت حافظة لكتاب الله، ومعروف عنها الخلق والأدب، وكانت كريمة مع كل من حولها، هذا الكرم جعلها تصدق امرأة أقل ما يقال عنها أنها خائنة؛ استدرجت صديقتها كي يقتلها زوجها، أي قلب تحمله هذه الزوجة بين ضلوعها وهي ترسل صديقتها لزوجها كي يقتلها، فنحن لا نملك أي عداوات مع أحد، ومعروف عن عائلتنا الشرف والنزاهة، وبعد كل هذا تقتل ابنة عمي بهذا الشكل البشع، قاتل ابنة عمي حافظة القرآن الكريم ونعلم أنه سيأخذ القصاص العادل، لأنه ارتكب جريمة بشعة، والآن كل أهالي مركز بني مزار ينتظرون المحاكمة كي يحضرون جلساتها».

وأضاف: «الجريمة البشعة مدبرة بغرض السرقة، القاتل خطط وترصد لـ»منة الله رفعت»، وكانت معه مادة شديدة الاحتراق، ووسيلة مواصلات «توك توك»، ارتكب الجريمة قاصدًا سرقتها وقتلها، والآن.. رحلت ابنتنا «منة» وانتقلت إلى مولاها، ولكن وكما قلت من قبل حقها سوف يعود لها بحكم القضاء العادل.

فك اللغز

خطيب «منة الله رفعت» مغترب، يعمل في إحدى الدول الخليجية، شرح شقيقه، لـ»أخبار الحوادث تفاصيل ما تعرض له خطيب «منة الله رفعت» فور معرفته خبر وفاة خطيبته، حيث قال: «شقيقي فور علمه بالخبر أغمى عليه، ودخل المستشفى، وحتى اللحظة ما زال طريح الفراش في المستشفى ودخل في صدمة نفسية كبيرة، ولا يصدق طبيعة ما حدث لخطيبته.

وروى أحمد أحد جيران الضحية قائلا: «هذه أبشع جريمة أراها في حياتي، فتاة مهذبة يتيمة الأب، حافظة للقرآن الكريم، وبنت محترمة من بيت حافظ لكتاب الله، الجميع يشهد لها بحسن الخلق، تعمل في شركة تأمين خاصة، تقتل نتيجة لخيانة من صديقتها، التي استدرجتها كي يقتلها زوجها لسرقة مصوغاتها، منة الله رفعت، لم يكن لها أي عداوات، كانت مسالمة، طيبة، عفوية، يحبها الجميع لتدينها وأخلاقها، أيكون جزاؤها أن تقتل، حسبي الله ونعم الوكيل».

أجهزة الأمن نجحت في فك طلاسم الجريمة في وقت قياسي، بعد العثور على الـ»دبلة» الخاصة بـ»منة الله رفعت»، المبلغ بسرقته داخل إحدى محلات الصاغة، وتم القبض علي المتهم وزوجته، وعقب تحقيقات موسعة اعترفا بارتكابهما الواقعة للتخلص من الفتاة، والتهرب من الأقساط، وكذلك سرقة المشغولات الذهبية التي كانت ترتديها، وأمرت النيابة بحبسهما 4 أيام على ذمة الواقعة مع التجديد لهما في الموعد المحدد. 

اقرأ أيضا : جريمة خلف المسجد.. كواليس اللحظات الأخيرة في حياة «روبي»

;