سنحت لي الفرصة أن أجري حوارا مطولا مع السيد محسن سرحان الرئيس التنفيذي لبنك الطعام، و اطلعت من خلال هذا الحوارعلي تفاصيل الخير الذي يحمله بنك الطعام إلي المجتمع، و وجدت من خلال هذا الحوار مؤسسة أمينة علي أموال المصريين، تعمل ليل نهار علي محاربة العوز و الجوع و الإرتقاء بجودة الحياة لدي بسطاء هذا الوطن. اسباب شتي دفعتني أن أصل إلي هذه القناعة أوردها علي النحو التالي.
مايسترو بنك الطعام هو السيد محسن سرحان، و هو يعمل بعقلية القطاع الخاص المحترفة و المنضبطة و بقلب المحب للعمل العام و الأهلي، حصل السيد محسن علي الماجيستير في الإدارة العامة في واحدة من أعرق و أفضل الجامعات علي مستوي العالم و هي جامعة هارفارد، رفض محسن مغريات العمل بالولايات المتحدة و قرر العودة إلي مصر ليخدم أهالينا المحتاجين بفكره و جهده. أهم ما يميز محسن سرحان من وجهة نظري هو شغفه بما يفعله و عشقه لعمله، لذلك تذكروا معي إسمه جيدا فأنا أتوقع له مستقبلا متميزا في مجال العمل الأهلي في مصر.
الإدارة الجيدة هي مفتاح النجاح لأي مؤسسة، و في بنك الطعام لا يتم فقط إتباع أحدث نظم الإدارة، و لكن يتم تطويرها بشكل مستمر لتحقيق أفضل نتائج، و ها هم شباب بنك الطعام يبادرون بتنفيذ مشروع "القفزة" لعمل تحول كامل في نظام الإدارة المتبع لسد أي فجوات و تصحيح أي علات.
الرقابة و الشفافية عنصران أساسيان لأي مؤسسة أهلية، و لذلك لأن هذه المؤسسات تتعامل مع الأموال العامة، تقوم وزارة التضامن الإجتماعي و الجهاز المركزي للمحاسبات بالرقابة و التفتيش علي بنك الطعام بشكل دوري، كما أتاح بنك الطعام للعامة بوابة إلكترونية تضم كل البيانات و الأرقام بما فيها متوسط أجور العاملين، و ذلك عمل جيد و توجه محمود، يخطط بنك الطعام أن يتحول "لكرة من الزجاج" خلال عام بحسب حديث الأستاذ محسن سرحان، بحيث يستطيع أي شخص أن يطلع علي كل البيانات و المعلومات الخاصة بالمؤسسة في إطار من الشفافية الكاملة.
أطلق بنك الطعام ميثاق شرف خدمة الإنسان و تمثل هذه الوثيقة الكيفية التي يقوم بنك الطعام بها بعمله، و يتحدث الأستاذ محسن عن تبني بنك الطعام للمنهج الحقوقي في التنمية الذي يقوم علي طرفين، الطرف الأول و هو المتلقي للخدمة و يسمي حامل الحق، أما الطرف الآخرفهو المتبرع و يسمي حامل الواجب، اتمني بحق أن يتم تعميم هذا الفكر و هذه الرؤية علي جميع جمعيات العمل الأهلي في مصر، لأن رسالة خدمة الإنسان تستحق أن تكون علي هذا المستوي من الرقي و النبل.
النشاط الأساسي لبنك الطعام هو توزيع كرتونة الطعام و وجبات الطعام الجاهزةعلي المحتاجين لها في جميع أنحاء الجمهورية، و ذلك من خلال شبكة كبيرة من المطابخ، ملايين من الوجبات توزع سنويا في الظروف الطبيعية و في الأزمات التي تؤثر علي أرزاق بسطاء المصريين مثل جائحة كورونا، يحرص بنك الطعام علي أن تحتوي هذه الوجبات علي العناصر الغذائية الأساسية، كما يقوم بتوزيع جانب من هذه الوجبات علي الأطفال في المدارس من خلال برنامج يهدف إلي النمو السليم لأطفالنا.
مشروع آخر في منتهي الأهمية هو مشروع "قرية آمنة غذائيا"، و الذي يقوم بتطبيقه بنك الطعام في مركز الفرافرة لأول مرة في مصر، أشار الأستاذ محسن سرحان إلي أن الهدف من هذا المشروع العظيم هو تأمين الغذاء بكل أبعاده لمجتمع بالكامل، و ذلك من خلال توفير أربع عناصر و هي إتاحة الغذاء، أن يكون الغذاء آمن تماما، إتاحة القدرة المادية للفرد علي شراء إحتياجاته من الغذاء و أخيرا إستمرارية توفير الغذاء.
يقوم بنك الطعام أيضا بدعم السيدات العاملات في الزراعة و يقوم بعمل شراكات تجارية و إقتصادية معهن لتأمين دخل مناسب و تحسين مستوي معيشتهم هم و أسرهم، علي الجانب الآخر قام بنك الطعام بدعم العمالة غير المنتظمة أثناء فترة مرض كورونا للتخفيف من وطأة الأزمة الإقتصادية المرتبظة بتلك الفترة، كما يقوم بنك الطعام بدور بارز في مكافحة مرض التقزم لدي الأطفال، و هو مرض خبيث يحرم أطفالنا من فرص النمو الجسماني و العقلي الصحيحة. علي الجانب الآخر شارك بنك الطعام بكل قوة في تقديم المساعدات الغذائية لأهالي غزة المنكوبة، كما قام بتقديم الوجبات لأشقائنا السودانيين عند وصولهم إلي المعابر المصرية.
هذه مجرد أمثلة موجزة و سريعه للمجهود الكبير و الخدمات الجليلة التي تقوم بها هذه المؤسسة الخيرية لأبناء هذا الوطن.ادعموا بنك الطعام.
