إنها مصر

شروط نجاح مؤتمر السلام !

كرم جبر
كرم جبر

الدعوة التى تبنتها القمة العربية فى المنامة لعقد مؤتمر دولى للسلام، هى مجرد خطوة فى طريق الألف ميل إلى السلام، ويتطلب الأمر مقاتلين من طراز الرئيس السادات، لأن إسرائيل لن تترك بابًا إلا وأغلقته، وتحارب بكل الوسائل لإفساد حل الدولتين.


المؤتمر مجرد خطوة على طريق طويل والسلام بعيد بعيد، وكى تنجح الخطوة الأولى لابد من تهيئة الأجواء، ونجاح الدعوة يحتاج عناصر أساسية.
أولاً: الطرف الأساسى لرعاية المؤتمر هو الولايات المتحدة، وكل الأمور معلقة انتظارًا لانتخاب الرئيس الأمريكى الجديد وتوجهاته فى المنطقة، فى ظل نظام القطب الواحد، وانفراد الولايات المتحدة بالملفات الساخنة فى العالم، وغير ذلك يمكن مشاركة رعاة آخرين لدول الاتحاد الأوروبي، أما روسيا فقد انصرفت عن قضايا المنطقة، وكذلك الصين.


ثانيًا: مشروع السلام العربي، فليس معقولا أن تدخل الدول العربية المؤتمر، دون طرح جديد لمبادرة السلام العربية التى مضى عليها أكثر من 22 سنة، وتحتاج تعديلات جوهرية فى ضوء المتغيرات التى حدثت فى المنطقة، وأهمها ضرورة التشدد فى الربط بين السلام وحل الدولتين، ومشروعات التعاون فى المنطقة التى تشارك فيها إسرائيل.
ثالثًا: المصالحة الفلسطينية، فالمقصود بحل الدولتين دولة فلسطينية وأخرى إسرائيلية، وليس دولتين فلسطينيتين لفتح وحماس، ويبدو أن وحدة الصف الفلسطينى حلمًا بعيد المنال، ويحتاج جهودًا عربية مضنية، لرأب الصدع وتقريب المسافات، والمفاضلة بين خيارين كلاهما أصعب من الآخر: السلام البعيد، أو العمل العسكرى الذى تنجم عنه خسائر فادحة.
والتجارب العربية مع مؤتمرات السلام ليست سعيدة، فقد فشل مؤتمر مدريد للسلام الذى انعقد عام 1991 فى تحقيق أية نتائج، رغم أن الآمال كانت منعقدة فى شرق أوسط جديد تعيش فيه إسرائيل مع جيرانها فى سلام، وفشل كل شيء برحيل الرئيس الأمريكى بوش الأب والرئيس السوفيتى خروتشوف وتفكك دولته وانتهاء عصر القطبين.


ولاحق الفشل اتفاقية أوسلو الموقعة بين ياسر عرفات ووزير الخارجية الإسرائيلى شيمون بيريز عام 1993 برعاية الرئيس الأمريكى بيل كلينتون، ولم يتم تنفيذ ما تضمنته الاتفاقية من انسحاب القوات الإسرائيلية على مراحل من الضفة وغزة وإنشاء سلطة حكم فلسطينية مؤقتة، واعترفت المنظمة بحق إسرائيل فى الوجود، واعترفت الحكومة الإسرائيلية بمنظمة التحرير.
ولم تقبل حركة حماس الاتفاق ووصفت عرفات بالخيانة والعمالة، وبدأت شن عمليات انتحارية ضد أعضاء فتح والإسرائيليين معًا، واغتيال إسحاق رابين بسبب أوسلو وقال قاتله «عامير»: رابين تخلى عن الأرض التى منحها الله للشعب اليهودي، ولا يجوز أبدًا التخلى عنها.