فى الصميم

نتنياهو.. فى الوقت بدل الضائع!!

جلال عارف
جلال عارف

يواصل مجرم الحرب نتنياهو المناورة فى جميع الاتجاهات للهرب من أى التزام بإنهاء الحرب، يعرف أن إنهاء الحرب الآن، اعتراف بالفشل يرفض الإقرار به رغم أنه الحقيقة التى لم يعد ممكنًا إخفاؤها حتى على أشد أنصاره، يطلق بن غفير وسيموتريتش ليُهددا بترك الحكومة لتسقط إذا قبلت اتفاقًا يؤدى إلى وقف الحرب قبل تحقيق الأهداف المُعلنة والتى ثبت أنها مستحيلة التحقيق!
سقوط الحكومة سيكون الاختيار الأخير لنتنياهو، لأن كل التقديرات تقول إن معسكره لن يكسب الانتخابات القادمة، وإنه لن يعود للحكم، وقد يكون السجن مصيره، لهذا سيحاول تفادى هذا الاختيار بكل قوة لكنه، فى نفس الوقت، لن يقبل عرض المعارضة بأن تسانده إذا قبل السير فى طريق إنهاء الحرب، لأن هذا سيعنى أن يكون بقاؤه فى الحكم أو رحيله بيد هذه المعارضة!
وأظن أن ما سيُراهن عليه نتنياهو، قبول اتفاق ينفذ مرحلته الأولى ثم يضع العراقيل أمام استكماله، ولهذا سيكون مهمًا أن يكون الانتقال من مرحلة لأخرى إجباريًا وأن يكون التفاوض على الإجراءات التفصيلية فقط حتى لا يحقق نتنياهو ما يريده من تحويل الأمر لهدنة قصيرة يسترد فيها عددًا من الرهائن ويخفف الضغط الخارجى والداخلى الذى يواجهه ثم يقطع الطريق على الهدف الأساسى وهو إنهاء الحرب الذى التزم به الرئيس بايدن لأول مرة وهو يقدم اقتراحه.
مشكلة نتنياهو الآن أن كل مناوراته مكشوفة، وأن الحصار حوله يضيق، وأن الكل فى إسرائيل (من أصغر جندى إلى أى بن غفير!!) يعرف أنه لا مجال للحديث عن حرب بلا نهاية وبلا نتيجة حين يقرر الرئيس الأمريكى علنًا أن «الوقت قد حان لإنهاء الحرب» التى ما كان لها أن تستمر لثمانية شهور إلا بدعم أمريكا.. ودعم أمريكا وحده!!
حجم المظاهرات التى تتزايد داخل إسرائيل طلبًا لإنهاء الحرب يقلق بالطبع نتنياهو، لكن الخطر الذى لا يستطيع تجاهله هو أن الجيش والأجهزة الأمنية والاستخباراتية كانت سَبَّاقة فى التحذير من الطريق المسدود الذى يسير فيه، وأن المعارضة بدأت بالفعل ، منذ الأسبوع الماضى، مشاورات تشكيل حكومة جديدة.. ربما دون انتظار انتخابات مبكرة، وهو ما يعنى أن حلفاء لنتنياهو (خارج دائرة بن غفير وسيموتريتش) لم يعودوا معه وأن مجرم الحرب (مهما فعل) يلعب فى الوقت بدل الضائع !!