باختصار

مفاهيم مغلوطة

عثمان سالم
عثمان سالم

«فذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين».. فى عام ١٩٨٤.. ذهب الخطيب إلى نادى الزمالك لحضور جانب من تدريب فريق كرة القدم استعداداً للقاء العودة مع بطل الجزائر فى البطولة الأفريقية..

وكان الفريق مهزوماً (١/٣) فى لقاء الذهاب هناك ويتحتم عليه الفوز بهدفين نظيفين أو أكثر للتأهل للدور التالى.. وبمبادرة كريمة حضر ٣٩ ألفاً للمباراة وقام الزمالك برد الجميل بحضور ٣٠ ألفاً من الزملكاوية مباراة الأهلى الأفريقية فى نفس التوقيت ـ تقريباً ـ وإن دل هذا على شىء فإنما يدل على روح الود والمحبة بين الناديين وإداراتيهما وجمهورهما..

وقد عايشت تجربة حضور كبار الناديين الأحداث الرياضية المهمة وتصادف جلوسى فى مقصورة ستاد القاهرة بين جورج سعد كبير مشجعى الزمالك فى ذلك الوقت وطلبة صقر كبير مشجعى الأهلى..

وعن روح الدعابة بينهما حدث ولا حرج وإن زادت فلا تخرج عن حدود الأدب وكانوا يهنئون بعضهما البعض بعد المباراة وكأن شيئاً لم يحدث ولهذا كانت كرة القدم متعة وليس تقطيعاً للأوصال..

ما حدث  بعد مباراة الأهلى ومازيمبى الكونغولى فى دورى الأبطال والزمالك و»دريمز» الغانى فى الكونفيدرالية شيء محزن. أمامنا فرصة ذهبية فى لقاءى الأهلى مع الترجى التونسى والزمالك مع نهضة بركان المغربى فى النهائى القارى للبطولة.. ومن حسن الطالع أن يقام لقاءا الإياب فى القاهرة وراء بعضهما بفارق أيام قليلة..

وهذا لو تنبه القائمون على أمور الناديين وحدثت مبادرة منهما لتشجيع الجمهور على مؤازرة شقيقه الآخر كأن يبدأ الأهلى بالحضور لاستاد القاهرة حاملين أعلام الناديين فى مباراة الزمالك على أن يقوم الجمهور الأبيض برد الجميل فى مواجهة الأهلى مع الترجى لنعيد للعالم رسم صورة حضارية لتصرفات الجمهور المصرى المشهود له بالطيبة والتسامح وعدم التعصب بعد أن دخلت على ثقافتنا مفاهيم مغلوطة غريبة عن واقعنا الحقيقى..