حديث الناس

آمال عبدالسلام
آمال عبدالسلام

«فضيحة».. «جريمة ذات أبعاد تاريخية».. «مشين».. «تشويه عميق للعدالة وإفلاس أخلاقى صارخ».. هذه الأوصاف تتردد الآن من الحكومة الأمريكية وحليفتها دويلة إسرائيل، منذ أن طلب المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلى ووزير الدفاع الإسرائيلى بتهمة ارتكاب جرائم حرب.. وربما يكون هذا حقهما بعد أن وصلا من «البجاحة» للجنون.

فنجد إسرائيل ترى أن القرار يعد جريمة تاريخية وأنها شنت مؤخراً الحرب الأكثر عدالة التى ارتكبتها منظمة إرهابية ضد مواطنيها! وأن إسرائيل تحارب بأكثر الطرق الاخلاقية فى التاريخ! مع الالتزام بالقانون الدولى!.. وتناست عدم إفلاتها وعدم التزامها الأخير وهى تبيد شعباً أعزل بكافة الطرق والاسلحة، حتى المحرمة.. كما تناست ما قامت به على مدار سنوات وسنوات من مذابح وانتهاكات ضد الشعب الفلسطينى وقادته.

أما أمريكا التى ترى أنه ليس من اختصاص المحكمة الجنائية الدولية إصدار الأحكام ضد مسئولى الدويلة، وأن الدويلة وأمريكا ليستا أعضاء بها.. لكن ترى أن من حق رئيسها وأعضاء الكونجرس بها تحذير وتهديد المحكمة والمطالبة بفرض عقوبات عليها وعلى مسئوليها!.. وهذا ليس فقط تعبيراً عن غضبهم لوجود هيئة أياً ما كانت تجرأت وغلطت فى حقهم المتمثل فى حليفتهم «النونو»..

إنما وهو الأهم ما أعلنه أعضاء الكونجرس من أن تتمكن المحكمة من إصدار مذكرات اعتقال بحق المسئولين الأمريكيين، فيما ما قاموا به فى العديد من الدول.