باختصار

عهد زملكاوى جديد

عثمان سالم
عثمان سالم

رائعة حالة الإلتفاف التى يعيشها الشارع الكروى هذا الأسبوع حول القطبين، بالمشاركة فى أفراح الزمالك بلقب الكونفيدرالية القارية للمرة الثانية فى تاريخه، على نهضة بركان المغربى..

لأول مرة أعيش مشاعر متدفقة بالسعادة، توجت برسائل تهنئة للقطب الأبيض من أهلاوية عتاد على صفحات السوشيال ميديا.. والجميل أن هذه الحالة جاءت عفوية ودون تحضير أو تسخين من جانب أحد، حتى وسائل الإعلام المنقسمة على نفسها، من يشجع هذا ومن يشجع ذاك..

والأجمل أن ترى الزملكاوية يتمنون حصول الأهلى على اللقب الإفريقى الأكبر يوم السبت القادم، والوعد بأن يكونوا أول المهنئين بالإنجاز العظيم بكل تأكيد، بعد شبه احتكار البطولة الإفريقية الأولى، والتتويج بـ ١٢لقباً - إن شاء الله - الجمهور كان النجم الأول فى أمسية الأحد الكروية، والأرقام لا تكذب ولا تتجمل، حيث ذكرت الإحصائيات أن حوالى ٦ ملايين مشجع أبيض دخلوا على المنصة لحجز تذكرة دخول المباراة، ولأول مرة منذ سنوات أجد الكثير من الزملاء الأعزاء من يطلبون منى التدخل لإدارة النادى للحصول على تذكرة، ولم أتمكن من تلبية طلباتهم، بعد أن أصبحت «منظومة تذكرتى» طريق الوصول إلى المدرجات..

ومن لم يتمكن من الذهاب لاستاد القاهرة الرهيب، الذى افتقدنا امتلاء جنباته بالمشجعين، وبالطاقة الاستيعابية الكاملة، منذ أحداث ستاد بورسعيد المشئومة - الله لا يعيدها - وأصبحت كرة القدم عندنا أشبه بأكل المعلبات، لا طعم ولا مذاق.. ورغم حرارة الطقس الشديدة، فقد امتلأت المدرجات على آخرها، مع بعض الاستثناءات، منذ الثانية ظهراً، ومنهم الكثيرون الذين قدموا من المحافظات من الإسكندرية حتى أسوان.. وعن سعادتهم مع صفارة النهاية، حدث ولا حرج، وامتلأت شوارع العاصمة بالسيارات التى أحاطت بالمركبة المكشوفة التى تحمل اللاعبين من الاستاد حتى مقر النادى فى المهندسين.. وقد كانت شاشات التليفزيون بديلاً من الذهاب للملعب.

الزمالك لم يحصل على الكأس للمرة الثانية فقط، وإنما حقق العديد من المكاسب الأدبية والمادية، فهو أول نادٍ مصرى يحصل على البطولة للمرة الثانية، عامى ٢٠١٩ و٢٠٢٤، بينما حصل عليها الأهلى مرة واحدة عام ٢٠١٤، وهو النادى الثانى فى القارة بعد الصفاقسى (٣ مرات)، جدد النادى العهد مع جماهيره، بالإقبال الكبير، والمؤازرة الإيجابية، والالتزام السلوكى داخل الملعب وخارجه، وامتلأت صفحات التواصل الاجتماعى بكلمات الشكر للنجم المغربى الخلوق ياسين لبحيرى، الذى أنقذ دونجا من كارثة محققة لو سقط على الأرض فى الكرة المشتركة، واستحق أن يذهب لزميله بعد المباراة لتقديم الشكر والامتنان..

الزمالك وجهازه الفنى واللاعبون تعاهدوا على أن تكون الكونفيدرالية بداية عهد جديد للبطولات، وأولها استمرار المنافسة على درع الدورى، رغم بعد المسافات مع المنافسين، بعدما خسر مباريات سهلة، آخرها سموحة والجونة.. ألف مبروك للزملكاوية، وحظ أوفر للأشقاء المغاربة.