فيصل مصطفى يكتب: تحقيق المعجزات

تم تشغيل الجزء الأخير من الخط الثالث لمترو الأنفاق الأسبوع الماضى ،  والممتد من محطة التوفيقية حتى جامعة القاهرة . 
هذا الحدث من وجهة نظري ، جلل وهام ، لأنه أصبح لدينا 3 خطوط للمترو ، نُباهي بها الدول الكبيرة والعتيدة في مجال إنشاء محطات سكك حديدية كهربائية نفقية سريعة لنقل الأفراد . 
لدينا الآن ثلاثة خطوط للمترو مصممة على أحدث طراز ، وبها العشرات من المحطات النفقية ، وتتمتع بكل الإمكانيات المتوفرة في أي خط مترو في العالم ، والتي يصل عددها إلى رقم كبير بالقياس لمثيلاتها في محطات مترو لندن وباريس وموسكو وبكين وطوكيو وكوبنهاجن وسيول وغيرها ، وأصبح لدينا خبرة تكنولوجية هائلة لا تُقدر بثمن من فنيين ومهندسين وعمال ، ويستطيعون الآن أن ينقلوا هذه التكنولوجيا المصرية المتقدمة فى مجال إنشاء مترو الأنفاق في أي بلد عربى أو أفريقى .
فمنذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي ، بدأنا المرحلة الأولى من إنشاء المترو بخبرة فرنسية ، ثم طورنا المرحلة الثانية بخبرة يابانية ومشاركة مصرية واسعة النطاق ، ثم جاءت المرحلة الثالثة لتكون بمثابة إعلان عن كفاءة الخبرة الفنية المصرية ، التي تحملت وحدها مسؤولية بناء وتخطيط وتنفيذ الخط الثالت من المترو ، ويمكن القول بكل ثقة ، أن محافظات القاهرة الكبرى التى تضم القاهرة ، الجيزة ، القليوبية ، والتى تعمل حاليا ب 3 خطوط سطحية ونفقية ، أصبحت ، تقريبا مغطاة بنسبة تفوق ال 90% بخطوط المترو ، لنقل المواطنين بسرعة البرق إلى أى مكان بها ، مختصرةً الوقت والجهد ، ومقللةً من الأعباء على المواطن البسيط .
إنه إنجاز حضاري ضخم يسهم فى زيادة الإنتاج ، وتيسير كل سبل الحياة في المجتمع القاهري الكبير ، ويساعد كثيرا على التعامل بذكاء وحرفية وكفاءة مع مقتضيات الحياة الحديثة . 
هذا المشروع الضخم ، ينقصه المرحلة الرابعة ، الممتدة من الرحاب حتى مدينة السادس من أكتوبر ، والتي اقتربت هي الأخرى من الافتتاح ، لكي تكون القاهرة الكبرى بالكامل مغطاة بشبكة مواصلات من خطوط مترو صديقة للبيئة. 
 فألف تحية للمهندسين والخبراء والفنيين والعمال المصريين المهرة الذين يثبتون دوما، كفاءتهم وقدرتهم وجدارتهم ، لتتحقق المعجزات .
ولِما لا ، فالمصري البسيط ، هو الذي بنى الأهرامات منذ فجر التاريخ وعلم البشرية ، وما زال يواصل دوره وعطاؤه الحضاري حتى الآن وبكفاءه منقطعه النظير .
[email protected]