بين الأمس واليوم.. شارع «الرشيد» من ملتقى الحياة إلى واقع الدمار

فلسطينيون
فلسطينيون

خلال الخمسة أشهر الماضية من الحرب على غزة، تكررت المشاهد المروعة في جميع أنحاء قطاع غزة نتيجة للاعتداءات الإسرائيلية المستمرة، والتي كان آخرها مجزرة جديدة في شارع الرشيد بمنطقة دوار النابلسي، قامت بها قوات الاحتلال الإسرائيلي أثناء انتظار المواطنين الغزيين لوصول المساعدات الإنسانية في الشارع البحري.

اقرأ أيضا| استهداف الفلسطينيين في دوار النابلسي يثير استنكار العالم

واستهدفت قوات الجيش الإسرائيلي المواطنين في شارع الرشيد، مما أسفر عن مقتل أكثر من 115 شخصًا وإصابة مئات الفلسطينيين الذين يعيشون مجاعة جراء الحصار الإسرائيلي، فمن استشهد عاد بكفن أبيض ومن نجا عاد بكيس طحين أحمر ملطخ بالدماء.

شارع الرشيد قبل وبعد الحرب

أما قبل الحرب، كان شارع الرشيد حيويًا ومزدحمًا بالمقاهي والباعة والمصطافين، ويمتد الشارع على طول الشريط الساحلي الضيق في غزة، ويصل شمال القطاع بجنوبه بطول 41 كيلومترًا، ويمر عبر المحافظات الخمس في القطاع.

فضلًا عن أن شارع الرشيد كان يُستخدم كطريق حيوي لحركة المواطنين بين المدن ويحتوي على ميناء صغير للصيادين، وكان متنفسًا لسكان القطاع خلال سنوات الحصار.

وقبل الحرب الإسرائيلية على غزة، كان شارع الرشيد يضم منتجعات ومباني شاهقة وشركات استثمارية، وكان مركزًا اقتصاديًا، ولكن بعد القصف الإسرائيلي عقب طوفان الأقصى منذ السابع من أكتوبر الماضي، تعرضت معظم المباني في شارع الرشيد للدمار والانهيار، بحسب "العربية" الإخبارية.

وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة، احتل الجيش الإسرائيلي جزءًا من الشارع، وبعد التوغل في مناطق القطاع، قامت إسرائيل بتغيير مسار نزوح المدنيين من شارع صلاح الدين إلى شارع الرشيد، بعدما ألقى الجيش الإسرائيلي منشورات في هذا السياق لتوجيه المدنيين.

وأكدت الرئاسة الفلسطينية أن السلطات الإسرائيلية تتحمل المسئولية الكاملة عن هذه الواقعة، ودعت إلى محاسبتها أمام المحاكم الدولية، وفقًا لوكالة الأنباء "وفا" الفلسطينية.

وتعاني مناطق شمال قطاع غزة من حالة مزرية ومأساوية بسبب الانقطاع الكامل للمواد الغذائية ومصادر المياه النظيفة، حيث سجلت وفاة عدد من المواطنين بسبب الجوع وسوء التغذية وفقًا لوزارة الصحة بغزة.

وشددت منظمة "أوكسفام" على انتشار سوء التغذية وتقارير عن حالات وفاة جراء الجوع، مع إشارة من شركائها إلى وجود أشخاص يعيشون ظروفًا قاسية يشربون مياه المراحيض ويتغذون على النباتات البرية، ويعتمدون على علف الحيوانات لصنع الخبز.

وأشارت الأمم المتحدة، في تصريحات يوم الثلاثاء الماضي، إلى أن القوات الإسرائيلية تعيق بشكل منهجي وصول المساعدات إلى سكان غزة الذين يعانون بشدة على مختلف الأوجه وهو ما يفاقم التحديات الإنسانية.