ممتاز القط يكتب : « كلام يبقى »

ممتاز القط
ممتاز القط

لم يكن أحد يتوقع هذه المقاومة الباسلة التى تقوم بها مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلى. تكبد الاحتلال خسائر فادحة سواء فى صفوف مقاتليه أو معداته وأسلحته. 
انحصرت خسائر المقاومة فى أرواح مئات الآلاف من الضحايا الأبرياء الذين استشهدوا أو أصيبوا بالإضافة للتدمير الشامل للبنية الأساسية.
ورغم المساعدات الهزيلة التى تصل لقطاع غزة فإن المجاعة باتت تهدد أرواح ما يقرب من مليونى فلسطينى. بعد أكثر من ١١٥ يوما منذ بدء حرب الإبادة ضد الفلسطينيين لابد أن تكون هناك وقفة حساب لكلا الجانبين يتم فيها مراجعة شاملة لنتائج هذه الحرب والتى يدفع ثمنها الطرفان. إسرائيل تتلقى دعما عسكريا لا محدودا من جانب الولايات المتحدة والعديد من الدول الأوروبية بالإضافة للدعم المادى والاقتصادى. على حين تمتلك فصائل المقاومة المختلفة القليل من الأسلحة والذخائر ومعظمها تصنيع محلى ولا يمكن أن يقارن بمدى تفوق أسلحة الاحتلال الإسرائيلى ويكمن الخطر هنا فى محدودية هذه الأسلحة والذخائر ويعرف قادة الفصائل وحدهم متى تنفد.. وإذا كان صحيحاً أن أهمية السلاح لا تقتصر فقط على مدى قوته والتكنولوجيا المستخدمة فى تصنيعه ولكن يعوضها قوة الإرادة والعقيدة القتالية ضد محتل غاصب لكن يبقى السؤال وهو إلى متى؟! 
حقيقة أخرى يجسدها وجود عشرات الأسرى فى أيدى المقاومة ولكن تعرضهم للموت من جراء القصف الإسرائيلى المميت يمثل حقيقة لابد أن يدركها الأشقاء الفلسطينيون. رصيد الأسرى سوف ينفد أيضا وهو أحد الأوراق المهمة فى أيدى الفلسطينيين. وكلنا نتذكر تمسك نتنياهو بحكمة «هانيبعل» التى تجسد سلوك «علىّ وعلى أعدائى» وبما يفقد عودة الأسرى أهميتها بالنسبة للحكومة الإسرائيلية وإن كانت غير ذلك بالنسبة لأهلهم وذويهم. هنا تتجسد حقيقة وأهمية طول زمن الحرب والتى قال نتنياهو إنها سوف تستمر لمدة عام على حين لن يكون الأمر كذلك بالنسبة للمقاومة. دعونا نعترف أن الحرب لابد أن تنتهى دوما بجلوس الأطراف المتنازعة وجها لوجه. من أجل ذلك تتضح أهمية وحدة الصف الفلسطينى ووجود نوعية جديدة من المفاوضين. جلوس كل قادة المقاومة مع قيادات السلطة الفلسطينية لابد أن يسبق اليوم التالى حسب المفهوم الإسرائيلى وقبل أن تفقد فصائل المقاومة أوراق التفاوض.