كلمة السر

أحمد الجمال يكتب: رجل شرطة مثالي

أحمد الجمال
أحمد الجمال

■ بقلم: أحمد الجمال

كلما صادفته في الشارع وجدته مبتسمًا، يتابع بدأب كل صغيرة وكبيرة، لا تفوته أى مخالفة مرورية، ورغم بشاشة وجهه فإنه يكشِّر عن أنيابه إذا ضبط مخالفًا، وسرعان ما يهدأ ويوجه النصائح للمخالف، فتجد كليهما مبتسمًا.

يقف أمين الشرطة رضا حجاج، على ناصية شارع الصحافة بوسط القاهرة، لكنه لا يثبت فى نقطةٍ واحدة، فهو دائم الحركة ذهابًا وإيابًا، وإن استقر في نهر الشارع فاعلم أنه بصدد اكتشاف خطأ كبير، والجميل أنه يعرف الجميع، والجميع يعرفه، فتجده يلقي التحية على المارة، فيبادلونه إياها بوجوه فرِحة مشرئبة.

عشية احتفالات رأس السنة الميلادية، مررت على مقربة منه، وقفت معه لمدة دقيقة تقريبًا، وفي أثناء هذه الفترة القصيرة حيّاه ما لا يقل عن عشرة أفراد، ويبدو من أسلوب التحية الحارة أنهم يعرفونه جيدًا.

والحقيقة أن هذه المواقف المتتالية لفتت نظرى، فسألته هل تعرف كل هؤلاء الناس؟ فقال بابتسامته المعهودة: «كلهم حبايبي، حتى لو ماعرفهمش»، وقطع حديثنا رجل مُسِّن: «كل سنة وانت طيب يا عم رضا»، فرد عليه الأخير سريعًا: «سنة سعيدة عليك يا حاج»، قبل أن يواصل حديثه معي: «طول ما أنا واقف هنا، مهمتي إني أنظم حركة المرور وأضبط المخالفين، وأساعد أي شخص يريد أن يذهب إلى أى مكان ولا يعرف الطريق».

رضا حجاج يقف في مكانه لمساعدة الناس، خصوصًا مَنْ ضلوا طريقهم، أو من اختلطت عليهم الشوارع. هو نموذج مشرِّف لرجل الشرطة المثالي، الذي لا يكتفي بمهامه الوظيفية فقط، بل يطبِّق «المبدأ الإنساني» في التعامل مع المواطنين، تمامًا مثلما تكرِّس وزارة الداخلية هذا المبدأ في كل خدماتها ذات الصلة المباشرة بالمواطن.