فوق الشوك

هل تحدث الانفراجة فى 2024 ؟

شريف رياض
شريف رياض

ودعنا عام ٢٠٢٣ بحلوه ومره واستقبلنا عام ٢٠٢٤ ولا نعرف ماذا يخبئ لنا بعدما أمضينا الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام الماضى فى مأساة إنسانية غير مسبوقة تأثر بها العالم كله ولا أحد يستطع التنبؤ بتوقيت نهايتها ووفق أى تصور؟

ما أعنيه لا يحتاج إلى شرح.. إنها حرب الإبادة الوحشية التى شنتها إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى الأعزل فى جميع أنحاء قطاع غزة فور قيام المقاومة الفلسطينية بعملية مفاجئة داخل الأراضى الاسرائيلية زلزلت حكومة نتنياهو فبدأت على الفور حربها الانتقامية ومنذ ٧ أكتوبر الماضى وحتى الآن لم تتوقف غاراتها المدمرة على قطاع غزة بكل أنواع القذائف المحرمة دوليا واجتاحت جميع المدن والمخيمات الفلسطينية بأحدث الدبابات والعربات المدرعة حتى دمرت تماما ٧٠٪ من البنايات السكنية والإدارية والمدارس والمستشفيات ورحلت سكان القطاع سيراً على الأقدام من الشمال إلى الجنوب حتى «حشرتهم» فى منطقة صغيرة على حدود معبر رفح وبدأت ضغوطها الدولية بمساندة أمريكية لفرض خطتها للتهجير القسرى لسكان غزة لسيناء لولا وقفة الرئيس السيسى ورفضه القاطع لمجرد مناقشة هذه الفكرة مهما كانت الاغراءات المقدمة لمصر كإسقاط الديون..

وعندما أكد الرئيس ان هذا خط أحمر بالنسبة لمصر لأنه يعنى تصفية القضية الفلسطينية وهو ما لن تسمح به مصر أبداً بدأ رئيس الوزراء الاسرائيلى بطرح تهجير الفلسطينيين الطوعى إلى كندا وعدة دول أوروبية لكن الشعب الفلسطينى رفض الفكرة ومازال متمسكا بأرضه وصامداً فى وجه العدوان الإسرائيلى متحملا كل صنوف العذاب والألم والبرد القارس ونقص الأغذية ومياه الشرب والملابس ورغم المساعدات التى تدخل غزة كل يوم وأغلبها من مصر أو بجهود مصر إلا أنها لا تكفى الاحتياجات.

بعد ٨٩ يوما من الحرب استشهد فيها ٢٢ الف فلسطينى تقريبا وأصيب ٥٧ الفاً.. أغلب الضحايا والجرحى من النساء والأطفال لم تحقق اسرائيل أى هدف من أهدافها المعلنة بل يتأكد كل ساعة أن المقاومة الفلسطينية تلقنها دروسا قاسية منذ بدأت اجتياحها البرى للمدن والمخيمات الفلسطينية..

كل خطط إسرائيل لإغراق الانفاق بمياه البحر فشلت وتم اصطياد ضباطها وجنودها فى الانفاق حتى أن بعضهم قتل بنيران صديقة أى برصاصات اسرائيلية وفى يوم واحد وحسبما أعلنت إسرائيل قتل ١١ ضابطا وجنديا إسرائيليا من لواء جولانى المعروف أنه لواء النخبة الذى يضم العناصر المتميزة بعدما نصبت لهم المقاومة كمينا مما ترتب عليه سحبه الى داخل إسرائيل بعدها بأيام..

وهو ما يدل على التخبط فى إدارة العمليات العسكرية من الجانب الاسرائيلى وأرقام الخسائر الاسرائيلية من القتلى والجرحى والاسلحة والعتاد التى تعلنها اسرائيل أقل بكثير مما يتداول عبر أجهزة إعلام اسرائيلية على لسان خبراء عسكريين.. المظاهرات والاحتجاجات من أهالى الأسرى الإسرائيليين لا تتوقف يوميا والضغط على حكومة نتنياهو يتزايد بشدة ويتهمونه بالفشل فى ادارة الأزمة.

أيضا تفكيك البنية التحتية لحركة حماس لم يحدث وكل ما يقال من تصريحات اسرائيلية بهذا الشأن «طق حنك» لا أساس له من الصحة.

وفى الساعات الأخيرة تزامن اعلان اسرائيل سحب ٥ ألوية من ضباط وجنود الاحتياط من الحرب بدعوى ضرورة عودتهم لأعمالهم فى إسرائيل لدعم الاقتصاد مع اعلان الولايات المتحدة سحب حاملة الطائرات العملاقة «جيرالد فورد» بعد بقائها فى شرق المتوسط ٨٠ يوما وهذا إشارة إلى أن الولايات المتحدة لا تريد أن تتورط فى الحرب أكثر من ذلك وأنها على خلاف مع اسرائيل حول عدة نقاط قد تؤثر على موقف الرئيس بايدن فى الانتخابات بعدما تراجعت شعبيته فى الولايات المتحدة بدرجة كبيرة بسبب دعمه وتأييده المطلق لإسرائيل متحديا المجتمع الدولى كله.

اسرائيل لن تعترف بهزيمتها أبداً ولابد أن تسقط حكومتها ويأتى من يعترف بواقع جديد ويبدأ على الفور مفاوضات مباشرة تنتهى بحل الدولتين ليحل السلام والأمن فى الشرق الأوسط.. والولايات المتحدة مؤيدة لحل الدولتين فلتبذل الجهد لتحقيقه بنية خالصة.. والقيادات الفلسطينية لابد أن تنسى خلافاتها وتتوحد من أجل مصلحة شعبها.. فهل تحدث الانفراجة فى ٢٠٢٤؟