كلمة

هدية الحكومة للمواطنين

عيسى مرشد
عيسى مرشد

القرار الذى اتخذته الحكومة يوم الجمعة الأخير من العام الماضى  بوضع أسعار استرشادية لعدد من السلع الأساسية والتى تهم أغلبية المواطنين فى الدولة مثل: الزيت والسكر والدقيق والأرز والمكرونة واللبن والفول والجبن الأبيض  كان له أبلغ الأثر فى انخفاض أسعار هذه السلع بصورة كبيرة وصلت فى المتوسط الى 25 % من أسعار هذه السلع قبل اتخاذ هذا القرار ..

ورغم أن الحكومة لم تتدخل فى فرض سعر معين لهذه السلع ولم تتدخل فى شئون المصنعين والمنتجين أو التجار إلا أنه تلاحظ استجابة كبيرة لتوجيهات الحكومة .. والملاحظة الأهم هى ليست انخفاض أسعار هذه السلع فحسب ولكن توافرها فى الأسواق بصورة واضحة جداً ..

ويأتى قرار الحكومة فى توقيت بالغ الأهمية حيث تلوح فى الأفق أزمة اقتصادية عالمية بسبب اندلاع العديد من الحروب شبه العالمية فى آن واحد ، فهناك الحرب الروسية - الأوكرانية التى تشترك فيها أكثر من 30 دولة وهناك حرب الإبادة الجماعية الصهيو أمريكية على الشعب الفلسطينى والتى أدت حتى الآن إلى استشهاد ما يزيد على 22 ألف فلسطينى معظمهم من الأطفال والنساء وإصابة وجرح أكثر من 55 ألفاً .. هذا فضلا عن ما يزيد على 8 آلاف من المفقودين. 

هذه الحروب أدت إلى تقلص الإنتاج فى عددٍ من الدول بسبب توجيه كل قدراتها للحرب مما أثر فى توافر العديد من السلع الغذائية والمحاصيل والحبوب على المستوى العالمى ، ولذلك فإن قرار الحكومة بوضع هذه الأسعار الاسترشادية ساهم فى تحقيق انفراجة فى الأسواق ، حيث يتوازى مع قرار الحكومة بالرقابة الشديدة جداً على المحتكرين ..

وقد رأينا الدور الكبير الذى قامت به الدولة ممثلة فى هيئة الرقابة الإدارية فى ضبط العديد من المتلاعبين والمحتكرين فى عدد من السلع الإستراتيجية وعلى رأسها: السكر والذى تسبب فى وصول سعر الكيلو منه الى أكثر من 50 جنيهاً.. وبفضل جهود الحكومة انخفض سعر الكيلو الآن الى 27 جنيهاً..

وقامت الحكومة ممثلة فى وزارة التموين بإضافة 2 كيلو سكر للمقررات التموينية الشهرية المجانية بسعر  27 جنيهاً للكيلو  للبطاقة التى يصل عدد أفرادها إلى أربعة أفراد فأكثر وكيلو واحد للبطاقات التى يصل فيها عدد الأفراد إلى أقل من ذلك  ، مما أدى إلى القضاء على هذه الأزمة بشكل كامل.