خربشه

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

 

محمد صلاح لا يمكن أن يعيش خارج الملعب مثل السمكة التى لا تعيش خارج المياه.. عنده طموح جامح أضخم من كل قواعد العلاقة بين لاعب ولعبة، وهو ما فجر فيه النجومية العالمية التى لم يسبقه لها أى لاعب مصري.. لكن فى نفس الوقت ربما يخطفه هذا الطموح الجامح بعيدا عن المنطق، فلا يرى أيا من هذه القواعد، فلا يتشابه مع السمكة نفسها بل مع ذاكرتها.. وطبعا لا أعرف حتى الآن كيف عرفوا أن السمك بلا ذاكرة.. نسى صلاح القالب الأوروبى الذى ترعرعت فيه نجوميته وداهمته نوبة القالب الشرقى فى لحظات فقدان السيطرة، وفى ظل انتكاسة فريقه وحالة مفاجئة من الإحباط بدأت مع الهزيمة القاسية من أتلانتا فى الدورى الأوروبي.. وفى الحقيقة وبعيدا عن مشاعرنا تجاه ابننا الفرعون المحلق فوق رءوس الخواجات، أراه مخطئا بلا أعذار.. ويكفى فقط أن يتذكر أن يورجين كلوب هو الذى أضاء له طريق العالمية وجعل منه فى وقت ما أحد أفضل خمسة لاعبين فى العالم.. لأن هذا العبقرى الألمانى صنع فريقا بطلا من لاعبين كانوا جميعهم أنصاف نجوم.. ومن الآن أكاد أجزم أن صلاح سيغادر ليفربول، وتحديدا إلى أحد الدوريات الخليجية.. ليكون ذلك بمثابة أمتاره الأخيرة.. فى رحلته الكروية.