كلام يبقى

ممتاز القط يكتب : « كلام يبقى »

ممتاز القط
ممتاز القط

مصطلح اليوم التالى للحرب يعتبر من المصطلحات العسكرية التى استخدمت لأول مرة بعد الحرب العالمية الأولى لكنه لم يستخدم بعد ذلك لمدة طويلة وحتى عاد مرة أخرى فى حرب الإبادة التى تديرها الولايات المتحدة الأمريكية وتقوم إسرائيل بتنفيذها فى غزة..

للأسف الشديد فإن هذا المصطلح يعنى محاولة رسم خريطة للمستقبل بعد انتهاء الحرب ويردده كثيراً الساسة فى واشنطن وإسرائيل على حين تغفله وتتناساه الدوائر السياسية الفلسطينية والعربية وكأن المستقبل لا يعنيها من قريب أو بعيد رغم الخطورة التى يمثلها..

نخطئ كثيراً إذا تقاعسنا عن الإجابة عن السؤال لأن الإجابة سوف تأتى من الأعداء وفرض سياسة الأمر الواقع بما يحمله من تحديات لعل أهمها توسعات إسرائيل وابتلاع أجزاء كبيرة من قطاع غزة وضمها لما يسمى بدولة إسرائيل..

اليوم التالى للحرب يتضمن سيناريوهات عديدة بالنسبة للمقاومة الفلسطينية بكل مسمياتها وكذلك الحكم الذاتى لما يسمى بالسلطة الفلسطينية وإصرار إسرائيل على ضرورة تغيير شخوصه ورموزه والتى تعتبرها قد عفا عليها الزمن ولم تعد قادرة على فرض نفوذها..

وللوهلة الأولى قد يبدو المطلب الإسرائيلى مقبولاً فى ضرورة وجود سلطة قادرة على بسط نفوذها سواء فى قطاع غزة أو الضفة الغربية غير أن حقيقة أهدافها تكمن فى التهجير القسرى وتتضح فى محاولة إشراك جهات دولية أو دول عربية وقوى إقليمىة فى إدارة الأراضى الفلسطينية وهو ما يعنى بكل بساطة انتهاء حلم الدولة الفلسطينية وضياع آخر الفرص لتحقيق السلام..

هنا يأتى السؤال المهم حول مدى استعداد القوى الفلسطينية لليوم التالى للحرب؟ بالطبع لا توجد أى خطط أو رؤى وأفكار والتى ستظل للأسف الشديد حبيسة لما كان فى اليوم الأخير للحرب.. حتى الآن ورغم مرور عشرات السنين لم تتحقق المصالحة الفلسطينية ولم يتجاوز حلم الدولة الفلسطينية مبنى مقر السلطة فى الضفة الغربية وحرس الشرف والسلام الوطنى الذى يعزف للرئيس محمود عباس فى ذهابه وإيابه..

اليوم التالى للحرب يحتاج إلى رؤى وأفكار جديدة بعيداً عن التابوهات الصماء التى لم تعد تعبر عن أحلام الشعب الفلسطينى وآماله فى الحياة بسلام، يحتاج إلى قيادات شابة جديدة تتعامل مع الواقع وتكون نابعة من دروس وعبر طوفان الأقصى بكل ما له وما عليه..

إن الدعوة لوقف حرب الإبادة لابد أن ترافقها دعوة لجمع كل الفرقاء والتى لم يعد الوقت كافياً لأى مماطلة فيها خاصة أن اليوم الأخير للحرب لن يكون أبداً مثل اليوم التالى للحرب!! وأعتقد أن المبادرة المصرية المطروحة قد أخذت فى اعتبارها الفارق بين اليومين.. مبادرة هدفها الشعب الفلسطينى أولاً وأخيراً.