عكس التيار

أمريكا.. «عوراء»

رضا هلال
رضا هلال

تأكدت بما لا يدع مجالا للشك، بل وصلت إلى درجة اليقين أن الولايات المتحدة الأمريكية ومعها الغرب ومن حالفهما أنهم جميعا يرون بعين واحدة، وخصوصا مع القضايا العربية..

وقد أثبتت الهجمة البربرية الأخيرة والمستمرة على غزة العزة والكرامة والأمل صحة هذا من بعد أن غضت أمريكا الطرف عما تسميه حقوق الإنسان، فلا أدرى هل هى لم تر ما يحدث؟ أم أنها لا تعتبر الفلسطينى الذى يدافع عن أرضه وحقه إنسانا يستحق أن تكون له حقوق تتطلب الحماية والرعاية.

إذن هى بعين واحدة خصوصا وأنها قد باتت تبرر الأفعال الوحشية التى تصنف ضمن قائمة الإبادة الجماعية لأهالينا فى غزة والضفة والقطاع والقدس وكل بقعة من أرض فلسطين.

نعم هى وحلفاؤها بعين واحدة عندما لا يرون سوى بعض من الصهاينة المعتدين الذين قتلوا خلال دفاع الفلسطينيين عن أرضهم، ولدى مقاومتهم للمحتل الغاشم، الذى لا يرعوى ولا يمنعه ولا يردعه شيء عن التصرف بطريقة تشبه تصرف العصابات الخارجة عن القانون.

الصهاينة هم تتار العصر ونمرود هذا الزمان يحرقون الأخضر واليابس، فلم يسلم من قنابلهم الفسفورية - التى وصلتهم على جناح السرعة مع فورد واختها، وكل ما يقابلهم فى غزة النصر، والأمل - لا شجر ولا حجر فقد دمروا البيوت فى هدأة الليل، وهدموا المساجد والكنائس، وبالصواريخ دمروا المستشفيات ونقاط الإسعاف، ومحطات الماء والكهرباء، ولم يتركوا ركنا ولا بيتا آمنا فى فلسطين إلا وطالته بصواريخها ومتفجراتها، فانفجرت رؤوس الأطفال والنساء وكبار السن، ممن لا حول لهم ولا قوة لمواجهة هذا الطغيان..

كل ذلك وأمريكا وحلفاؤها يرون بعين واحدة، وكأن ما يحدث من قتل ومن تدمير للفلسطينيين لا يعنى الإنسانية فى شيء.

هذه التى لا ترى إلا بعين واحدة لا ترى أى حق للفلسطينى فى الدفاع عن أرضه وحقه، وكأنهم ليسوا بشرا، ثم تأتى وتصدع أدمغتنا بحقوق الإنسان وحرية الرأى والتعبير، ولقد بدا لنا أن كل ذلك ما هو إلا وسيلة للابتزاز والحصول على ما لا يستحقون الحصول عليه.

وأن هذه الورقة الخبيثة ما هى إلا طريقة ضغط قذرة ولعبة تمارسها أمريكا علينا نحن فقط، بما يؤكد عدم نزاهتها وانعدام شرفها، وهى تعمد إلى الكيل بمكيالين، أحدهما للصهاينة وأوكرانيا، أما نحن فلسنا أهلا لأن نعامل معاملة إنسانية لائقة.