إنها مصر

«رسالة الرئيس لأهالى سيناء»

كرم جبر
كرم جبر

«سيناء لأهاليها ولن تكون لغيرهم».. هذه هى رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسى لأهالى سيناء، التى نقلها رئيس الوزراء، يوم الثلاثاء الماضي، فى زيارة رائعة.. بعد أن تطهرت من دنس الإرهاب، وكان مستحيلاً أن يدخلها أحد منذ سنوات قليلة.

الشيخ زويد «مثلاً» كانوا يطلقون عليها مدينة الأشباح بعد أن هجرها سكانها وتركوا منازلهم، وحاول الإرهابيون أن يؤسسوا فيها «ولاية سيناء»، فكان الجيش المصرى لهم بالمرصاد، وقُضى على حلمهم الأسود إلى الأبد.

الشيخ زويد الآن أصبحت مثل سائر المدن المصرية المزدحمة بالسكان والمقاهى والمحال التجارية والشوارع المرصوفة، وتوجد بعض البنايات المدمرة كشاهد عيان على جرائم الارهابيين القذرة.

رسالة الرئيس هى «رد الجميل لأهالى سيناء»، الذين تحملوا ضغوطاً رهيبة فى الحرب ضد الإرهاب.

وفى أوقات الأزمة يظهر معدن الرجال، وهذا ما عهدناه من قبائل وعواقل سيناء.. كانوا سندًا ودعمًا وعونًا للقضايا الوطنية، ووقفوا خلف قواتنا المسلحة بعد حرب 1967، وتصدوا للمؤامرة الإسرائيلية الكبرى لتدويل سيناء، وأصروا على الحفاظ على هويتها المصرية، وأفشلوا المخططات التآمرية. 

هكذا عهدناهم.. أوفياء وشجعانا وبرز دورهم الكبير فى الحرب المقدسة ضد الإرهاب، لتطهير تراب الوطن من أسوأ غزاة فى التاريخ، جاءوا للأرض الطيبة من مستنقعات الدم والنار، رافعين رايات الإرهاب السوداء، طامعين فى أن يجعلوا أرض الفيروز، ساحة للقتل والاغتيال تدعمهم جماعة الإخوان الإرهابية، التى وفرت للإرهابيين كل صنوف الدعم، فى عام حكمهم الأسود.

سيناء الآن يحرسها شيوخها وعواقلها وشبابها ورجالها ونساؤها بعد أن استعادوا الدور التاريخي، ويستكملوا مشوار الشرف والبطولة، الذى لعبوه فى أوقات المحن والشدائد، وعهدناهم وهم يدفعون ثمنًا فادحًا فى حرب البقاء والمصير، بعد أن تعطلت مصالحهم، وتضررت أحوالهم المعيشية، وسقط منهم شهداء كثيرون بجوار إخوتهم رجال الشرطة والجيش. 

 فالأرض أرضهم والوطن وطنهم، والإرهاب كان يستهدفهم قبل أى شيء، ويريد أن يزرع أرضهم بالقنابل والمتفجرات، بدلا من أعواد القمح وأغصان الزيتون، واشتدت المواجهة بين صناع الحياة ومحترفى الموت. 

هكذا عهدناهم.. رجالاً فى ظهر وطنهم، يقاومون المؤامرات الكبيرة والإغراءات المذهلة، فسيناء مستهدفة فى شبابها الذين خاضوا مع قواتنا الباسلة حربا شجاعة، ضد عدو جبان، لا يعرف شيئًا عن شرف القتال، ويختبئ فى الجحور كالفئران، ولا يجيد شيئا إلا التسلل والهجوم ثم الفرار فى الشقوق والكهوف والجبال.. وكان النجاح عظيماً، وكان أهالى سيناء عيوناً كاشفة، ترفع الغطاء عن فلول الإرهابيين الفارين فى الجبال، وأبطالنا العظام يواجهون عدواً خسيساً فى سيناء، وإرهابيين كانوا يتسلحون بالخفاء، يعيشون فى نفس المناطق ويسكنون فى نفس المنازل.

 أهالى سيناء كانوا الداعم الاستراتيجى لكشف بقايا الأنفاق، التى تتلوى كالثعابين تحت الأرض، وتحمل لأرضنا الطيبة القنابل والمتفجرات، فكانت مصر كلها على قلب رجل واحد، وتقف وراء رئيسها وجيشها وشرطتها، وتقدم أبطالا أبرارًا من زهرات شبابها، نحتسبهم عند الله شهداء، فقد دفعوا حياتهم دفاعا عن وطنهم، ضد معتد غادر ليس له وطن ولا أرض، ويقدمون أرواحهم من أجل أن نعيش، ونأمن على مستقبل بلدنا وأولادنا وأحفادنا، مستقبل بلا خوف ولا عنف ولا إرهاب.

 هكذا عهدناهم.. أهالى سيناء وشيوخها وعواقلها وشبابها ونساءها.. كتائب مقاتلة فى جيش الوطن، النصر نصرهم والخير خيرهم، والإرهاب كان يستهدفهم، ولا يفرق بين مدنى وعسكري، ولا بين من يرتدى الزى العسكرى والعقال السيناوى.