قلـب مفتوح

بايدن «بلفور» الجديد

هشام عطية
هشام عطية

فى دهاليز السياسة المظلمة تعودنا دائما أن نرى فقط ما يحدث فوق طاولات الاجتماعات الرسمية من ابتسامات وآراء سابقة التجهيز تدل على التوافق ، فى حين أن مايحدث تحت الطاولات وبعيدا عن الكاميرات أشق وأصعب وأحيانا أدهى وأمر.

لا أدرى ماذا يحمل وزير الخارجية الأمريكية بلينكن فى زيارته الجديدة للمنطقة التى بدأت امس الجمعة هل جاء كوزير خارجية أمريكا التى تتدعى فوق الطاولات أنها تريد الاستقرار للشرق الأوسط أم جاء كيهودى يحمل المزيد من الدعم وتصاريح القتل الأمريكية الموقعة على بياض لسفاحى تل أبيب للاستمرار فى عمليات الابادة الجماعية للفلسطينيين؟!.

علمتنا دروس التاريخ أن الساسة فى السر ليسوا هم فى العلن وخاصة أذا كانوا «أمريكان»، آخر تصريحات بلينكن» أن بلاده تجدد رفضها تهجير الفلسطينيين قسرا خارج غزة» وهذا يتنافى مع ما جاء فى الصفحة رقم ٤٠ من الطلب الذى تقدم به الرئيس بايدن للكونجرس يطلب مساعدات عاجله لدعم الكيان الصهيونى ومن ضمنها اعتماد مبلغ ٣ مليارات و٤٩٥مليون دولار لدعم المدنيين المهاجرين المضارين من الصراع الحالى ومن ضمنهم اللاجئون الفلسيطينون فى غزة والضفة الغربية الذين سيفرون إلى بلدان مجاورة!!.

هذا الوثيقة الرسمية التى ترجمها د. عمرو حمزاوى مدير برنامج الشرق الأوسط بمعهد كارنيجى للسلام تكشف  السياسة الخفية لإدارة بايدن التى تريد أن تصنع نكبة جديدة للفلسطينيين  وتصفية القضية الفلسطينية على حساب دول الجوار ونحن فى القلب منها، وأنه يريد الفوز بولاية جديدة حتى لو كان ثمنها إبادة  الشعب الفلسطينى عن آخره وأن بايدن وبلا مواربة هو «بلفور» الجديد.

التصريحات الرسمية الامريكية برفض تهجير الفلسطينيين يكذبها الامريكان انفسهم كل ليلة على لسان «جون كيربى» المتحدث باسم الأمن القومى فى البيت الأبيض والتى يدعو فيها صراحة إلى ضرورة نزوح جماعى للشعب الفلسيطنى من غزة ولم ينف فى كثيراً من لقاءاته الصحفية اليومية أن تكون سيناء مكانا بديلا!!

احذروا ثم احذروا ما يحاك لنا من الإدارة الامريكية التى لن تنسى لنا كشعب وقيادة الصفعة المؤلمة على وجوهم فى ٣٠ يونيو عندما طردنا عملاءهم الاخوان من الحكم، وافشلنا خططهم لإعادة تشكيل الشرق الأوسط الجديد، لن يستريح الامريكان لسعى مصر لتنويع مصادر اسلحتها لتتقى مخاطر الاعتماد الكامل على السلاح الامريكى،لن يرتاح الامريكان أبدا للتقارب المصرى الروسى والصينى..

المؤامرة على مصر وشعبها مستمرة حتى لو قال الامريكان بأفواههم ما ليس فى قلوبهم.. فأحذروا.