إبراهيم ربيع يكتب : « خربشة »

إبراهيم ربيع
إبراهيم ربيع

كثيرا ما تخسر فرق فى المباريات بسبب استسلامها لفكرة أنها أصغر من أن تفوز، وأن الخصم أكبر من أن يخسر وأنه مدعوم من المحيطين به على كل الأصعدة..

هذا يحدث تقريبا فى ملاعبنا العربية إذا كانت أى مباراة بين فريق كبير ينزل الملعب بإحساس الفائز قبل أن يلعب، مطمئنا أن بجواره من يسانده ويزيد من قدراته التى هى أصلا أكبر وأقوى..

بينما ينزل الفريق الصغير متشككا وفاقدا الثقة والإطمئنان ويخسر قبل أن يلعب، ولا يؤمن بامتلاكه أى فرصة لاستغلال أوراقه التى قد تزعج خصمه الكبير..

هذه حالة نفسية بشرية تصيب محدودى الذهن والإرادة والعقلية العميقة فى كل المجالات..

ويسهل أن ترى نماذج حالية، عندما ترى بوليفيا تقطع علاقتها بإسرائيل بعد أن سبقتها كولومبيا بموقف صارم من مذبحة الفلسطينيين، بينما دول عربية تستعجل تدمير غزة لكى تواصل التطبيع مع الكيان الصهيونى رغم أن بحوزتها ما يجعلها تدير ولا تدار، وتغير ما لا تتخيل أنه لن يتغير، أو على الأقل تأخذ مقابل ما تعطى، أو تقايض بمبدأ تكافؤ المصالح..

لكن هى لا تفكر ولا تفهم اللعبة ولا تعى حجم خطر استسلامها للخوف على مستقبلها، ولأنها مشغولة بأرقام مالية واقتصادية لا تدرى أنها ستصبح بلا قيمة مستقبلا، عندما تكتشف أنها أصبحت على حجر إسرائيل تصرخ بحرقة لكى ترضع ولو قطرات من حليب أمها.. ولا ولم ولن ترضع.