قلم على ورق

قوة مصر الناعمة وفلسطين

محمد قناوى
محمد قناوى

تظل القوة الناعمة المصرية سلاحا فعالا، باستقطابها للجماهير العربية نحو قضية هامة، وليس هناك أهم لدى قوة مصر الناعمة من القضية الفلسطينية، والتى كانت وما تزال فى مقدمة الصفوف للدفاع عن فلسطين والمسجد الأقصى والتضامن والدعم لأهلنا فى الأراضى المحتلة، طوال 75 عاما هو عمر القضية الفلسطينية فى مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.

لذلك ليس غريبا أن ينتفض فنانو مصر منذ اليوم الأول لما يحدث فى قطاع غزة والأراضى الفلسطينية من انتهاكات ووحشية يقوم بها جيش الاحتلال ويعلنوا عن دعمهم لأشقائهم وتضامنهم معهم عبر منصات التواصل الاجتماعى أو على شاشات الفضائيات، ولم لا وهم الذين طوال سنوات الصراع يعتبرون فلسطين قضيتهم الأولى فى اعمالهم السينمائية والتليفزيونية والمسرحية؟، ورفضهم لكافة أشكال التطبيع أو حتى مشاركتهم فى مهرجانات يتواجد فيها عدوهم.

لقد انتفض فنانو مصر قبل أيام قليلة لمناصرة الأشقاء فى غزة فى وقفة احتجاجية تحولت إلى مؤتمر يعبر عن غضبهم ويطالب العالم بالوقوف مع الأبرياء ضد حرب الإبادة التى يتعرضون لها فى الأراضى المحتلة، رافضين فكرة تهجير الفلسطينيين من أرضهم والقضاء على القضية الفلسطينية تماما ومؤيدين موقف الدولة المصرية الذى يدعو  للحفاظ على فلسطين واراضيها وقضيتها. 

لقد أغلقت المهرجانات المصرية أبوابها رافضة اطلاق دوراتها الجديدة فى ظل الأوضاع المأساوية التى يعيشها أهل غزة، بدأت بمهرجان القاهرة السينمائى الدولى والذى تم الإعلان عن الغاء دورته هذا العام، فرئيس مهرجان القاهرة السينمائى الدولى الفنان الكبير حسين فهمى يقول «كيف نفرح وأهلنا فى فلسطين يعيشون مأساة، والشارع العربى فى حالة غليان وغضب؟!.

كما ألغى مهرجان الجونة السينمائى دورته السادسة قبل انطلاقها بساعات، متضامنا مع ما يحدث فى غزة، بل وتبرعت إدارته بخمسة ملايين جنيه للهلال الأحمر المصرى كمساعدات للفلسطينيين تضامنا معهم وتعاطفا مع أهل غزة، وقام مهرجان الموسيقى العربية بتأجيل دورته الجديدة حتى إشعار آخر، وعبر فنانو مصر عن احتجاجهم بوقف تصوير اعمالهم لدقائق يوميا تضامنا مع الأشقاء .

لقد كانت السينما المصرية فى طليعة قوة مصر الناعمة للتعبير عن القضية الفلسطينية وتقديمها للعالم بداية من فيلم «فتاة من فلسطين» الذى تم تقديمه عام 1948 ومروراً بأفلام « أرض السلام وأرض الأبطال  والله معنا والناصر صلاح الدين والأقدار الدامية وباب الشمس وناجى العلى  وصعيدى فى الجامعة الامريكية وهمام فى امستردام وأصحاب ولا بيزنس وغيرها».