قلب مفتوح

أمة الفرص الضائعة

هشام عطية
هشام عطية

 فى كل انتكاساتنا التاريخية كأمة عربية وتجاربنا المريرة منذ نكبة استيلاء الصهاينة على فلسطين ونحن لاننسى أبدا أن نظل أوفياء لشعار صاهرنا عمرا هو أننا أمة الفرص الضائعة.

الجديد المحزن فى فرصنا التى لا نمل من إضاعتها الذى كشفت عنه حرب التطهير العرقى والابادة الجماعية التى تمارسها آلة القتل الصهيونية الموتورة ضد الغزاوية ولولا مواقف مصرية اردنية مشرفة لقلنا أننا  دخلنا مرحلة اللا أمة!.

هل لدى أحد منهم تفسير لماذا الاصرار العربى على الاتجاه غربا رغم أن كل القنابل الفسفورية والصواريخ الذكية وحاملات الطائرات العملاقة التى تقطع غزة أشلاء بيوتها مشافيها مساجدها وكنسائها، أطفالها ونسائها ورجالها وتقطع معها قلوبنا وتغتال ما تبقى من نخوتنا  هى غربية صهيونية امريكية، كيف ارتضينا أن نأتى بالداء كى يداوينا؟!.

نحن كأمة عربية نملك اوراق ضغط كثيرة، كيف لا نلعب بها لماذا نحرق اصابعنا حتى لا نجيد اللعب، كيف يعقل أن أمة يتجاوز استثماراتها فى أمريكا وحدها عدة تريليونات من الدولارات نحن المشترى الرئيسى للسلاح الأمريكى والمورد الأهم لنفطها ولا تكون السياسات الامريكية وصانعها فى خدمة مصالحنا كما تخدم الكيان الصهيوني.

فى مهرجان الإبادة للجميع الذى تقيمه إسرائيل فى غزة تحت شعار  صاروخ لكل منزل فلسطينى قنبلة لكل طفل برعاية انجلو امريكية، يساندنا الشرق ويمسح الرئيس بوتين على قلوب اهالى غزة يدين ويفضح بصراحة ملفتة العدوان الهمجى الصهيونى فى مجزرة مستشفى المعمدانى، وتدعمنا الصين ونحن نولى وجوهنا نحو البيت الأبيض نترجى من عجوزه الخرف الذى قال أمام العالم إن اسرائيل وجدت لتبقى أن يرفع الظلم عن أهالينا المنكوبين فى غزة فى سذاجة غير مسبوقة تثير شفقة العالم علينا!.

إعلامنا خلال الحرب أصيب بعمى مزمن، يعرى جوزيب بوريل الممثل السامى للاتحاد الاوربى جرائم إسرائيل ويقول : إن الحصار على عزة وقطع المياه الطعام والدواء يمثل جريمة حرب اذا لم  ندينها كما فعلنا فى أوكرانيا  فنحن نكيل  بمكالين ونفتقد للسلطة الاخلاقية، كذلك وزيرة الحقوق الاجتماعية الإسبانية التى طالبت فى جرأة نادرة بتقديم نتانياهو إلى المحكمة الدولية، إعلامنا يترك كل شرفاء العالم ويولى كاميراته نحو الصهيونى افيخاى أدرعى متحدث الجيش الإسرائيلى ليبرر الفظائع الصهيونية بدعوى المهنية، عندما يقتل الأطفال بالصواريخ ونسمح للقتلة بالكذب والتبرير، تصبح المهنية خيانة لدماء الأبرياء..كفى خذلاناً وانكساراً وإلا سيكون مصيرنا الفناء.