«طوفان الأقصى».. روايات الناجين من جحيم الإسرائيليين 

أحد المناطق التة تعرضت للقصف بغزة
أحد المناطق التة تعرضت للقصف بغزة

◄أحد ساكني برج فلسطين: لم يكن الأستهداف الأول للبرج وإسرائيل تزعم أنه مقر عسكري لحماس 
◄هبة: لا طعام ولا شراب ولا دواء هكذا تنتقم إسرائيل 
◄محمد: تعرض للقصف خلال اتصاله معنا 
◄أبو دقة: إسرائيل تقصف مراكز الغوث التابعة للأمم المتحدة وهو اختراق للقانون الدولي 
◄ اللواء نصر محمد: المقاومة قامت بمعركة تُميز بالحرفية والدقة وهى أشبه بالإعجاز من الناحية العسكرية 

 

خطة مُحكمة نفذتها كتائب عز الدين القسام، الجناح المُسلح لحركة حماس الفلسطينية، هاجمت من خلالها قوات الاحتلال، والمستوطنين الذين فروا هاربين من الهجوم الفلسطيني، في عملية منظمة أُطلق عليها «طوفان الأقصى». 

تمكنت المقاومة الفلسطينية، من أسر عدد كبير من جنود الاحتلال، في مشهد قوبل بحالة من الارتياح، ونال إشادات واسعة من الشعوب العربية، حيث انتفضت مواقع التواصل الاجتماعي، وتضامنت عدة دول مع ما قامت المقاومة الفلسطينية، وطالب الزعماء من بعض الدول العربية والأجنبية، ضرورة التوقف العاجل للعمليات التي تحدث بين الجانبين. 

وقامت قوات الاحتلال، بعمليات قصف موسعة في أنحاء غزة، أسفرت عن هدم عدد من الأبراج السكنية، وسقوط مئات الشهداء والمصابين، ولا تزال العمليات العسكرية متواصلة بين الجانبين، والتي أصبحت حديث العالم، بعد المشاهد الدموية والمأساوية، التي يدفع ثمنها المدنيين من الفلسطينيين ضحايا الاحتلال الغاشم.

«بوابة أخبار اليوم » تحاور ناجين من الفلسطينين الذين قُصفت منازلهم، وكيف صمدوا في وجه الحركة العسكرية التى أطلقتها إسرائيل "السيوف الحديدية "، واستعراض التحليلات حول المشهد في فلسطين.

"اللى حصل كان حلم وأن أي رد فعل من الجيش الإسرائيلي على قيامهم بعمليةً انتقاميةً واسعةً، فإن الكارثة قد حلت والهزيمة قد وقعت بهم، لا يهم فقد تعرضنا لانتهاكات لا حصر لها " 

بهذه العبارات توضح هبة "اسم مستعار" من مدينة جباليا، والتى تبعد 4 كم من شمال غزة، أن منطقتها تعرضت للقصف، فكانت البداية لاستهداف سوق الخضار بالمدينة التي كانت تكتظ بالمواطنين الأبرياء لشراء لوازمهم من الطعام والشراب، وتلاها ضرب عشوائي لأماكن متفرقة بالمدينة.

ترى الثلاثينية أن تلك الهجمات التى تشنها إسرائيل توضح مدى الذعر الذي حل بهم بعد هجوم كتائب القسام واقتحام المستوطنات الإسرائيلية، وترى أن العملية العسكرية "طوفان الأقصى"، كان حلم، وأن أي رد فعل من الجيش الإسرائيلي على قيامهم بعمليةً انتقاميةً واسعةً فإن الكارثة قد حلت والهزيمة قد وقعت بهم، قائلة " لا يهم فقد تعرضنا لانتهاكات لا حصر لها ولا أحد يحاسبها، وهم الأن يضربون المدنين الأبرياء".

وتابعت "شعرت بالخوف فقط على أطفالي الصغار الذين دوت صرخاتهم، وفقدت السيطرة على مخاوفهم وتهدأة روعهم بعد سماعهم دوي الإنفجارات المحيطة بنا".. تصف لنا هبه وهى أم لثلاثة أطفال أكبرهم سبع سنوات وأصغرهم "عامان" ويتوسطهم طفلة 4 سنوات، كيف اختلطت مشاعر الفرح لديها بالخوف على صغارها، وتقف عاجزة عن طمأنتهم لتكتفي باحتضانهم وتهدأة صرخاتهم.

لم أتمكن من شراء الدواء والخبز

وقعت هبة وصغارها في الحصار الذى فرضته إسرائيل على غزة، حيث قطعت المياة والكهرباء ولا تأتي سوى ساعتان على مدار اليوم، ولا يمكنها الخروج من المنزل لجلب الخبز لأطفالها فتم استهداف طابور الخبز من قبل قوات الاحتلال الأسرائيلي.

تعانى هبة من مرض الضمورـ والذى يجعلها تواظب على أدوية لتسكن آلامها، إلا أن أدويتها نفذت لتصيب بتشنجات عصبية حادة، وأصيبت صغيرتها بسخونية وسعال جراء انتشار الأدخنة الملوثة.

حال هبة هو حال العديد من الأسر التي بها صغار وعجائز ومرضى الذين لاحول لهم ولا قوة، فهم مدنيون أبرياء يتعرضون للقصف والقتل والحصار المميت فمن ينجوا من القصف يقضي عليه الحصار، فمن يحاسب على قتل المواطنين العزل الأبرياء، رغم إدعاء إسرائيل أنها لا تستهدف المدنيين؟.

 

برج فلسطين هل يتبع حماس ؟؟

 

صرح أفيخاي ادرعى المتحدث بإسم الجيش الإسرائيلي، بأنهم استهدفوا في اليوم الأول برج فلسطين السكني بقطاع غزة، لأنه يحتوي على مقرات فرق الإنتاج والاستخبارات بحركة حماس، وهو بمثابة مقر عسكري لها لذا تم إستهدافه.

تواصلت «بوابة أخبار اليوم» مع خليل فاروق كانون، أحد الملاك وعضو مجلس إدارة برج فلسطين القانط بشارع الشهداء بوسط مدينة غزة، المكون من 90 وحدة سكنية.

يوضح كانون، أن البرج يخلوا تماماً من أي فصائل سياسية أو تشكيلات مسلحة، كما زعمت إسرائيل، ولم يكن هذا الأستهداف الأول للبرج بل تعرض للقصف من قبل قوات الاحتلال في أغسطس لعام 2022، وتم عمل ترميم له بالكامل، وبدأ يستقبل ساكنية من شهر مضى، واستهدف البرج للمرة الثانية بقرابة 10 قنابل صوتية فهو من أعظم الأبراج بقطاع غزة وأكثرهم متانة.

ويتابع " يحتوى البرج على مستشفى للإخصاب وعمليات أطفال الأنابيب، والعديد من المؤسسات المدنية والصحفية، مثل صحيفة الأيام ووكالة اشهاب للأنباء وبعض المراكز التعليمية، وبعض الأسر" .

يصف كانون شعوره أنه أصيب بصدمة وذهول بعد وضوح الصورة لديه من شن هجمات على المستوطنات الأسرائيلية من قبل حماس بما يصل لـ5000 صاروخ، كان على يقين تام بأن الرد سيكون كبير، لأن تلك الهجمات أسفرت عن قتلى وجرحى وأسرى في صفوف الأسرائيليين مما هزت قوتهم العسكرية.

اقرأ ايضاً:أمين المهندسين العرب: إعمار غزة يشمل ملاجئ  ضد القصف.. ودور مصر كبير بالقطاع| حوار


تفرق شمل الأسرة 

وأضاف " قبل قصف البرج بدقائق سمعت حالة من الهرج من قبل الجيران العزل، لأعلم منهم أن هناك تحذير بضرب البرج، وعليه قمت أنا وأسرتي بالخروج من المنزل وذهبت أنا ووالدتي وابني الأكبر لدى أحد أقاربي، وذهبت زوجتي بصحبة ثلاثة أطفال لأحد أقاربها".

جلب كانون أغراض صحية من أدوية لوالدته المسنة ولديها أمراض مزمنة وإسعافات أولية، والكثير من المعلبات والطعام والمياة، ليحقق مخزون جيد على مدار الأيام القادمة، لتوقعه أن إسرائيل سترد على تلك الهجمات ولا يعلم إن كان بإمكانه الخروج من المنزل أم لا، لكن فور علمه بأن منزله مستهدف ترك كل هذا جانبًا ونفد بأسرته قبل قصف البرج بثواني. 

 

 قصف ملاجئ الأونوروا 

 

استيقظ محمد أبو دقة من مدينة خان يونس بجنوب غزة في تمام السادسة صباحاً السبت الماضي ليرى من خلال نافذة غرفته العديد من الصواريخ الجوية تنطلق، في البداية لم يدرك طبيعة المشهد، وبعد ساعات بدأ يدرك حقيقة المشهد ليعبر "شيئ رائع وعظيم، قوات المقاومة داخل الأراضي المحتلة، لكن ما كان يؤلمه هو وقوع الشهداء ". 

يستكمل أبو دقه أنه صحفى ويعمل بإحدى وسائل الأعلام التى مقرها برج فلسطين، ليروي لنا أنه تم تهجير مايقرب من 100 أسرة من ساكني البرج، ويتنهد قليلاً ثم يستكمل كان برج عظيم وملئ بالذكريات الجميلة ولكنها دفُنت بلحظة.

وتابع " تم ترحيل ساكني المناطق الحدودية على أطراف المدينة لمراكز الغوث " الأونوروا "، وهى أشبه بملاجئ دولية للحماية لكنها أيضا مستهدفة من قبل إسرائيل، والوضع حاليًا صعب للغاية، فهناك قصف من الطيران الحربي والمدفعية المتمركزة والزوارق الحربية بعرض البحر.. وقصفت أكثر من مدرسة تتبع وكالة الغوث الدولية "مراكز الأونوروا " من ضمنها مدرسة بالقرب من ملعب فلسطين بحي غزة، وهذا يعتبر جريمة وانتهاك للقانون الدولي الذى يجرم المساس بها في حالة الحرب لما لها سيادة وحماية دولية".

وأضاف " كما صدر قرار من وزير الطاقة الإسرائيلي بقطع الكهرباء في قطاع غزة، وأصبح هناك "قصف مستمر" وقطع للمرافق الصحية والمياة".

فيما أوضح محمد "اسم مستعار"، أن تصعيد العسكري تسبب في حدوث كارثة كبيرة على صعيد الخدمات الإنسانية من صحة وقطع الكهرباء والمياة والغذاء، وتسببها في نزوح الآلاف من المواطنين لـ "مدارس الأونوروا " التابعة للأمم المتحدة.

متابعاً "ستتوقف محطة الكهرباء تماماً خلال ساعات قادمة بسبب نفاذ الوقود، ويسبب هذا يسبب أضرار كارثية على القطاعات الحيوية في قطاع غزة، مثل المستشفيات وتوقف مضحات المياة ومحطات معالجة الصرف الصحي، مما يخلف دمار شامل.


لم نتمكن من مواصلة الحديث مع محمد لتعرض منطقته للقصف


وقال اللواء نصر محمد " رئيس جهاز الاستطلاع المصري الأسبق بالقوات المسلحة "،  "قامت المقاومة بشن معركة عسكرية هى الأقوى في تاريخها وفي تاريخ العرب أجمع من حيث الحرفية والدقة، وهى أشبه بالإعجاز من الناحية العسكرية على الأقل، لكنها ليست حرب، إسرائيل تستغل الهجوم في إعلان أنها حالة حرب وفي حالة طوارئ حتى لا تحاسب على جرائمها، و إعلان إسرائيل باقتحامها قطاع غزة هذا أمر مشكوك فيه في الوضع الحالي.

وتابع " استحواذ المقاومة على أسرى إسرائيليين يقوى من موقفهم، ولن تتمكن إسرائيل من دخول غزة وإلا سوف تقتل آسراها بأيديها، وهو بمثابة ضربة قوية لإسرائيل والتي كشفت عن فشلها العسكري والاستخباراتي، والمقاومة أعلنت طوفان الأقصى إما الضرب أو الشهادة فقد انفجر الشعب الفلسطيني من جراء أفعال قوات الاحتلال والانتهاكات التى يحدثها في الشعب الفلسطيني دون حساب، فقد ظنوا أن الفلسطنين باعوا القضية واستسلموا للأمر الواقع لكن الحقيقة عكس ذلك، فلا يضيع حق وراءه مطالب.