فواصل

هدايا مجانية

أسامة عجاج
أسامة عجاج

هو جهد مقدر من مصر والسعودية والاردن، وكل من الجامعة العربية والاتحاد الاوربي، عندما نجحت فى عقد مؤتمر دولى شارك فيه ٥٠ وزيرا للخارجية، منذ حوالى عشرة ايام، على هامش اجتماعات الامم المتحدة، وذلك للسعى الى تحقيق توافق دولى للخروج بحزمة لدعم عملية السلام، وانهاء الصراع العربى الاسرائيلي، وحقيقة الامر ان هذا التحرك يعيدنا الى اجواء علامتين هما الاهم على صعيد مسار السلام فى الشرق الاوسط، الاول مؤتمر مدريد للسلام بين الدول العربية واسرائيل الذى بدأ اعماله فى أكتوبر١٩٩١، والذى مثل اول مظلة دولية للمباحثات المباشرة بين اسرائيل وكل من الاردن والفلسطينيين وسوريا ولبنان، والذى تم هندسته على اساس اطلاق مباحثات مباشرة منفصلة بينهم، للتوصل الى اتفاقيات سلام على المستوى الثنائي، وبالتوازى البدء فى مفاوضات متعددة الاطراف بمشاركة واسعة من كل دول العالم الفاعلة، والمنظمات الدولية وحتى منظمات التمويل، للبحث فى قضايا المرحلة النهائية، من خلال خمس لجان لمناقشة قضايا الحد من التسلح، والتعاون الاقتصادي، ووضع اللاجئين والمياه والبيئة، فى رؤية تستهدف تشكيل (شرق اوسط جديد)، يومها ناقشت لجنة التعاون الاقتصادى مجموعة من المشاريع، التى تساهم فى ادماج إسرائيل فى المنطقة، والغريب ان البيان الصادر عن الاجتماع الاخير، سعى لتشكيل نفس اللجان، ولكن تحت مسميات مختلفة لتحقيق نفس الهدف، اما العلامة الثانية فهى مبادرة السلام العربية، والتى اقرتها قمة بيروت العربية فى مارس٢٠٠٢، وطرحت لاول مرة مقاربة مهمة، وهى القبول العربى بتطبيع العلاقات مع اسرائيل، مقابل تحقيق السلام الكامل، والتى جوبهت برفض تام من قادة إسرائيل، وآخرهم نتنياهو، مع تحفظ شديد على بنود منها، الانسحاب وعودة اللاجئين، وهكذا فى المرتين، سعت اسرائيل لإفشال ذلك الجهد، فى غياب ارادة سياسية لدى الحكومات الإسرائيلية، للسير فى طريق التسوية، والمطلوب من اعضاء المبادرة الجديدة الذى انطلقت منذ ايام، دراسة آليات تجاوز ما سبق، حتى لا تضيع فرصة جديدة. خلاصة الامر، تل ابيب تسعى للاستفادة من التطبيع، دون تحمل تبعات السلام، فهى تعودت (أن تأخذ دون أن تعطي).