9 سنوات من الإنجاز فى السويس:تطوير وإنشاء 5 مستشفيات ومجمع طبى متكامل لانطلاق التأمين الصحى الشامل

جامعة السويس
جامعة السويس

مع تولى الرئيس عبد الفتاح السيسى، مقاليد الحكم وضع منطقة القناة محل اهتمام، لتكون مستقطبة للمشروعات الخدمية، وأولى الرئيس للسويس اهتمامًا خاصًا بالجانب الخدمى لتحسين مستوى المعيشة.

أدرك الرئيس أهمية محافظة السويس حيث موقعها المجاور للعاصمة الإدارية، كما أنها البوابة الأقرب إلى أرض سيناء الغالية التى بذل رجال القوات المسلحة دماءهم فيها لتحريرها من الإرهاب، فضلاً عن تميزها بموقعها على رأس خليج السويس، حيث تعبر السفن من خلاله إلى قناة السويس، وعلى أرضها الصناعات الثقيلة والأهم بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

اقرأ ايضاً| ملحمة التعمير فى كفر الشيخ :تنمية البرلس والميناء.. ومشروعات صحية وسكنية جديدة

إلى جانب ذلك رأت القيادة السياسية ما تتميز به المحافظة من عناصر جذب سياحية فكان لها نصيب كبير من المشروعات القومية، أبرزها مدينة الجلالة أكبر مشروع مدينة ذكية فى مصر بعد العاصمة الإدارية، ولأجل ذلك كان للسويس أهمية خاصة وضرورة ملحة لدعمها بشبكة طرق.

وفى الأعوام الماضية، شهدت السويس تنفيذ مدن سكنية جديدة، ورصف طرق، والتوسع فى المنشآت الصحية ولعل أبرزها المجمع الطبى وهو الأكبر بقطاع القناة وسيناء، إذ سيكون المركز الرئيسى لتقديم الخدمات الطبية للمستفيدين من مشروع التأمين الصحى الشامل.


 

ولم تخل خطة التنمية من مشروعات تعليمية، حيث زادت كليات جامعة السويس للضعف، مع إنشاء جامعة الجلالة الأهلية والتى يتسابق آلاف الطلاب كل عام للالتحاق بها لتميزها علمياً، والشهادات المزدوجة التى تمنحها الجامعة.

لسنوات طويلة عانى أهالى السويس من تواضع الخدمة الطبية المقدمة لهم ونقص بعض التخصصات العلاجية لا سيما خلال التعامل مع الحالات الحرجة ومصابى الحوادث فى ظل ضعف البنية التحتية للمنشآت الصحية وقلة عدد المستشفيات بالمحافظة والاعتماد على المستشفى الأميرى ومستشفى التأمين الصحى القديم التى كانت بإمكانيات متوسطة، ما استدعى تحويل الحالات الخطرة والتى تحتاج إلى تدخل جراحى غير متوفر بالسويس إلى مستشفيات القاهرة والمحافظات المجاورة.

لكن الحال تغير إذ مضت الدولة المصرية منذ 5 أعوام لتطوير المنظومة الصحية بالسويس بعد اختيارها لتكون ضمن محافظات المرحلة الأولى لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل، وتنفيذ خطة تطوير واسعة لتطوير المنشآت الصحية القائمة، وزيادة عدد المنشآت الطبية، فضلاً عن إنشاء صرح طبى عملاق وهو مجمع السويس الطبى.

ورغم الأزمات المتلاحقة من فيروس كورونا وتداعيات الحرب الروسية على الاقتصاد المصرى وتراجع قيمة العملة، إلا أن الدولة أبت إلا استكمال مشروع تطوير المنشآت الصحية المختلفة، حتى انتهت بالفعل من تطوير 34 منشأة صحية شملت وحدات ومراكز ومستشفيات لإنشاء 8 وحدات ومراكز جديدة، فضلاً عن إنشاء المجمع الطبى.

وخصصت محافظة السويس مساحة 58 ألف متر مربع لإنشاء مجمع السويس الطبى بحى فيصل بتكلفة بلغت 3 مليارات جنيه، كما انتهت من تطوير 21 مركزًا قائمًا، وتطوير 3 مستشفيات، مع مشروع إنشاء مستشفى طوارئ السخنة، بالإضافة إلى تطوير كل من مستشفى التأمين الصحى بالسويس، ومستشفى الصدر وإضافة منشآت جديدة بمستشفى الصدر وتطوير مركز مناظير الجهاز الهضمى بصورة كاملة بتكلفة 42 مليون جنيه، وشمل التطوير والتجهيز لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل تطوير المستشفى العام بتكلفة 64.4 مليون جنيه ليزداد عدد الأسرة من 60 إلى 127 سريرًا بالإضافة إلى توفير 50 جهاز تنفس صناعى مع تضاعف عدد أسرة العناية المركزة.

ويقول اللواء عبد المجيد صقر، محافظ السويس، إن منظومة التأمين الصحى الشامل بالسويس سوف ينطلق قريبًا فور الانتهاء من تجهيزات المجمع الطبى الجديد، حيث تم اختيار موقع المجمع الطبى ليكون مجاورة لطريق «القاهرة -السويس» ومتصل بالمحاور الرئيسية بالمدينة لسهولة الوصول إليه من أى مكان.

وأوضح اللواء صقر أن المحافظة مع بدء تدشين منظومة التأمين الصحى الشامل فى عام 2019، كان هناك تصور مبدئى لاختيار مستشفى السويس العام فى البداية ليتم تطويرها وتكون بمثابة مستشفى التأمين الصحى الشامل، إلا أنه بعد دراسة الموقف رأى أن المستشفى لا تصلح لاستيعاب كل تلك الخدمات التى يقدمها التأمين الصحى الشامل، فهى غير مؤهلة من حيث المساحة والموقف العام والمرافق المتاحة، ولابد من إنشاء مجمع طبى شامل لخدمة أهالى السويس، يوفر عنهم عناء السفر للمحافظات المجاورة بذويهم للحصول على الخدمة الطبية، كما يخدم أهالى سيناء.

وأضاف اللواء صقرأن جميع الجهات المسئولة بالمحافظة تعمل ليلاً ونهاراً من أجل إنهاء التجهيزات ووضع اللمسات الأخيرة بالمستشفيات والمراكز الصحية وطب الأسرة المخصصة لتطبيق منظومة التأمين الصحى الشامل بالسويس والتى سوف تكون بمثابة هدية الدولة للمواطن السويسى وسكان المحافظات المجاورة وتساعدهم على تقديم أفضل الخدمات الصحية.

وقال الدكتور عبد الله رمضان، نائب محافظ السويس، إن إنشاء المجمع الطبى يأتى ضمن استراتيجية الدولة 2030 للتحول الرقمى وتحسين أداء الخدمات الطبية المقدمة للمواطنين ضمن منظومة التأمين الصحى الشامل، مع المضى قدماً فى أعمال الإنشاءات للمبانى الجديدة، والمجمع الطبى كانت هناك فعاليات تسجيل وفتح ملفات للأسر المستفيدة من منظومة التأمين الصحى الشامل من خلال فرق متنقلة فى أحياء السويس وأماكن التجمعات والشركات والمصانع والمواقع العمالية والهيئات بالإضافة إلى الدفع بفرق مبادرة الأمراض المزمنة والاعتلال القرى وصحة المرأة وذلك فى إطار انتشار المبادرات الرئاسية داخل المنشآت الطبية وخارجها من أجل الاطمئنان على صحة المواطنين.

الجلالة مدينة ذكية

أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى عدة مرات عن رغبته فى كسر مركزية العاصمة، رؤية الرئيس كانت إنشاء مدن جديدة تستوعب طاقات بشرية وهيئات ومؤسسات حكومية أو خاصة، كان الأمر بمثابة إعادة تشكيل الخارطة الاقتصادية والسياسية والثقافية فى مصر، بما يخدم الطموح المصرى نحو الجمهورية الجديدة.

عقب ذلك مضت الدولة المصرية وبدعم من القيادة السياسية فى وضع خطة قومية لإنشاء المدن الجديدة، والتى تعد الحل الأنسب للتوسع العمرانى أفقياً واستيعاب الكثافة السكانية المتزايدة وحل مشكلة الإسكان، وتبنت الدولة مخططًا استراتيجيًا للتنمية العمرانية فى مصر، يستهدف زيادة مساحة المناطق المعمورة، وإنشاء التجمعات العمرانية والمدن الحضارية، بهدف تخفيف الازدحام عن المدن القديمة، ومجابهة الزيادة السكانية المطردة.

بدأت الدولة فى عام 2015 فى تنفيذ 14 تجمعًا عمرانيًّا جديدًا فى شتى أنحاء الجمهورية، تتسم بطابع المدن الذكية، من بينها مشروع مدينة ومنتجع الجلالة جنوب محافظة السويس، وهى المدن التى تتفوق فى تلبية احتياجات المواطنين فى كافة النواحى الحياتية من خلال التقنيات التكنولوجية التى توفر الوقت والجهد وتسعى إلى توفير بيئة رقمية صديقة للبيئة ومحفزة للتعلم والإبداع تسهم فى توفير بيئة مستدامة تعزز الشعور بالسعادة والصحة.

استعدت مصر لدخول عصر المدن الذكية ورصدت الحكومة لتنفيذ تلك المدن ميزانية خاصة، ووجّه الرئيس عبد الفتاح السيسى بتنفيذها وفق برنامج زمنى محدد وبحسب المقاييس العالمية، وفقاً لاستراتيجية التنمية المستدامة لرؤية مصر 2030.

تعد مدينة الجلالة التى جرى إنشاؤها على جبل الجلالة البحرية المشروع العملاق الأضخم فى مصر بعد مشروع العاصمة الإدارية الجديدة من حيث الإنشاءات والمساحة، ويشمل العديد من المشاريع منها مدينة الجلالة والتى أقيمت على مساحة 19 ألف فدان أعلى هضبة جبل الجلالة.

وتتميز الجلالة كونها أكثر المناطق جذباً للسياحة الداخلية والخارجية، ويرجع ذلك إلى ارتفاع مستوى المدينة عن سطح البحر مما يُعطيها ميزة مُناخية تتمثل فى انخفاض درجة الحرارة 10 درجات مقارنة بالمناطق المجاورة لها، فضلاً عن وتمتعها بالشواطئ الساحرة.

واجتذبت مدينة الجلالة استثمارات تتجاوز قيمتها 100 مليون دولار، فى عامى 2019 و2020 وجرى التخطيط مدينة الجلالة العالمية بحيث تضم منتجعًا سياحيًا ومشفى سياحياً كما جرى تنفيذ كورنيش عام بعيدًا عن المنتجعات السياحية ليستمتع سكانها بالبحر، وتشمل المدينة عمارات سكنية متميزة وأخرى متوسطة لمحدودى الدخل وكذلك جامعة الجلالة التى افتتحها الرئيس السيسى فى سبتمبر 2020.

شبكة طرق

بموقعها المتميز جاءت السويس همزة وصل بين إقليم القاهرة الكبرى والدلتا وشبة جزيرة سيناء، لذلك اختارها الرئيس أنور السادات بعد حرب أكتوبر المجيدة لتشهد مشروع عظيم آن ذاك وهو نفق الشهيد أحمد حمدي، بينما كانت المعديات وسيلة الانتقال في بورسعيد والإسماعيلية للوصول إلى القناة.

وفق رؤية الرئيس السيسي كان توطين سيناء ونقل الحياة من الدلتا إليها يحتاج إلى عدد أكبر من المعابر والكباري، لذلك تم إنشاء كوبري الشهيد كوبري الشهيد عمر الشبراوي، افتتحه الرئيس في مايو 2019.

ويقول جرجس ملاك من أهالي السويس إن الكوبري مثل إضافة في محاور الربط بين شبه جزيرة سيناء ومدن القناة وإقليم الدلتا، وساهم في تحقيق سيولة في الانتقالات من السويس إلى شبه جزيرة سيناء.

وتابع أنه استقل الكوبري عدة مرات خلال ذهابه إلى عيون موسى ورأس سدر، حيث يربط كوبري الشهيد الرائد أحمد عمر الشبراوي، بين منطقة قرية عامر، وبين منطقة الشط بوسط سيناء، وهو مخصص لعبور السيارات الملاكي، ويصل طول الكوبري 227 مترا، وعرضه السطحي 15 مترا.. قبل افتتاح الكوبري بشهر وجه الرئيس بحفر نفق الشهيد أحمد حمدي 2، ورغم جائحة كورونا التي تزامنت مع أعمال الحفر إلا أن ما تحقق كسر رقم قياسي في معدل الإنجاز، حيث استغرق المشروع نحو عامين فقط وافتتحه الرئيس السيسي في سبتمبر 2021، وهو النفق الخامس تحت قناة السويس ضمن الأنفاق التي جرى تنفيذها بتوجيهات من الرئيس السيسي في السنوات التسع الماضية.

ويقول سيد خطاب، رئيس مجلس إدارة مركز شباب المدينة، إن انتهاء أعمال الحفر بالنفق وافتتاح النفق بعد نحو عامين فقط يعد انجازا كبيرا، إذ بدأت أعمال الحفر بعد يناير عام 2020 وبسواعد آلاف المصريين، ليكون على رأس قائمة المشروعات الخدمية المقامة على أرض السويس، ويستفيد منها بشكل مباشر سكان المحافظة.

وأضاف سيد خطاب، أنه رغم جائحة كورونا إلا ان المشروع استمر وسط الاجراءات الاحترازية للوقاية من الفيروس، وجرى الانتهاء منه بعد دمج أكثر من عملية في وقت واحد حيث تزامن الحفر مع تركيب بلاطات سقف النفق والارضيات أيضا وهو ما قلل زمن التنفيذ.

جامعة عالمية

يقول الدكتور محمد الشناوى، رئيس جامعة الجلالة، إن إنشاء الجامعة تزامن مع إنشاء مدينة الجلالة بسواعد المصريين تبنى منشآت جامعة الجلالة، وفى غضون شهر تم تجهيزها لتستقبل الطلاب حيث افتتحها الرئيس السيسى فى عام 2020 كواحدة من أهم الجامعات الأهلية الرائدة، التى تطبق نظاماً تعليمياً عالى الجودة، مما يجعلها واحدة من أفضل المؤسسات التعليمية للطلاب المحليين والدوليين.

وأضاف الدكتور محمد الشناوى أن الجامعة استهدفت منذ إنشائها جعل مصر مركزاً للمعرفة والتعلم فى الشرق الأوسط، من خلال التعاون الدولى وتبادل الخبرات مع كافة الجامعات والمؤسسات العربية والأجنبية، من حيث توفير المناخ المناسب لبيئة تعليمية مجهزة بأحدث الإمكانيات العالمية، التى تساعد على تخريج جيل جديد من الخريجين يلبى طموحات واحتياجات سوق العمل سواء داخل أو خارج مصر.

وأشار الشناوى إلى أن الجامعة خلال 3 أعوام فقط ضمت أكثر من 5000 طالب وطالبة يدرسون فى 13 مجالاً يضم 37 برنامجًا دراسيًا، على أن تصل إلى 41 برنامجًا خلال العام الدراسى المقبل 2023-2024، وحققت الجامعة قبول 2600 طالب وطالبة خلال العام الدراسى الجديد، حيث شهدت إقبالًا كبيرًا على الالتحاق بالجامعة على الموقع الإلكتروني، منذ فتح باب التقديم المباشر فى مايو 2023 وذلك للطلاب المصريين الحاصلين على الشهادات المعادلة الأجنبية والعربية للعام الحالى 2023، أو العام السابق 2022، والحاصلين على شهادة الثانوية العامة للعام السابق 2022 وفق الحدود الدنيا للتقدم لعام حصولهم عليها.