فوق الشوك

خلوا بالكم من مصر

شريف رياض
شريف رياض

قطار العمر يمضى سريعا، وقد يصل المحطة النهائية فى أية لحظة.. فى ظروف كهذه فإن أكثر ما يشغل كلاً منا وصيته لأبنائه وأهله. منذ فترة بدأت الحكاية معى بمداعبة أقول فيها لكل من أعرفه وصية واحدة «خد بالك من مصر»، واختلفت ردود الأفعال «حاضر من عينيه.. انت تؤمر.. عاوزنى أعمل أيه؟»، وعندما بدأت أنشر هذه الوصية عبر السوشيال ميديا، وصلتنى تعليقات واتصالات شجعتنى على كتابة هذا المقال، ملخصها أنها خير وصية نقولها لأبنائنا وأهلنا فى هذه الأيام، لأن مصر تمر بظروف بالغة الدقة، وتتعرض لمؤامرات خارجية وداخلية، تستهدف إسقاط الدولة بأى شكل سياسياً واقتصادياً.

مدبرو هذه المؤامرات لا يطيقون استمراره فى السلطة بأى شكل بعدما نجح فى انقاذ مصر من حكم الإخوان، وقضى على الإرهاب، حتى أصبح ما نشهده من عمليات إرهابية محدودة من حين لآخر، ليست إلا محاولة يائسة لإثبات أنهم مازالوا موجودين فى الملعب السياسى.

الإنجازات التى حققتها مصر فى جميع المجالات فى عهد الرئيس السيسى يصعب حصرها، فقد تم التخطيط لها على أساس أنها تستهدف بناء جمهورية جديدة تعيد مصر إلى صدارة المشهد السياسى والاقتصادى فى المنطقة.

هذه المؤامرات التى تتعرض لها مصر، تدبرها قوى خارجية (أجهزة مخابرات وغيرها)، تستعين بأذرع داخلية (الإخوان وغيرهم من قوى المعارضة الهدامة)، مستغلين فى ذلك كل الوسائل المتاحة ووسائل التواصل الاجتماعى، من فيديوهات وتشكيك فى كل شىء، ونكت تسخر من أقوال مجتزأة للرئيس السيسى وقيادات الحكومة، يتم اعادة تركيبها وإخراجها فى صورة تسىء للإنجازات التى تحققت على أرض مصر.

الظروف الاقتصادية التى نمر بها جاءت نتيجة جائحة الكورونا التى أصابت العالم كله، والحمد لله أننا نجحنا فى تحمل آثارها إلى حد كبير، ثم جاءت الحرب الروسية الأوكرانية التى أثرت على امدادات الحبوب، وخاصة القمح والذرة، وأدت لارتفاع اسعار السلع فى العالم.

ربما فى وسط هذه الإنجازات تكون قد حدثت بعض الأمور الغير إيجابية، وهذه أمور قد تتعرض لها أى دولة، لكن الأخطاء مازالت تحت السيطرة، وقادرون على اصلاحها.

أعود إلى وصيتى التى أؤكد عليها بكامل قناعتى، وأوجهها لكل المصريين، لأوضح كيف نأخذ بالنا من مصر؟

الإجابة تبدأ بالتوعية عبر جميع وسائل الإعلام ودور العبادة، بأهمية الحذر من هذه المؤامرات التى تستهدف اسقاط مصر، وأن يكون للأسر أيضاً دور مهم جداً فى توعية أبنائهم بخطر الفوضى التى قد تتعرض لها مصر مرة أخرى.

يجب أن يترسخ لدى كل مصرى، وخاصة الشباب القناعة بأن له الدور الأكبر فى الحفاظ على مصر، فهى أمانة فى أعناقنا يجب أن نصل بها إلى بر الأمان.