بقلم واعظة

البيت المفتوح

وفاء عزالدين أحمد منطقة وعظ قنا
وفاء عزالدين أحمد منطقة وعظ قنا

إكرام الضيف من مكارم الأخلاق التى ينبغى أن يتحلى بها كل مسلم حتى يَنال بها الخير والسعادة فى الدنيا والآخرة؛ ولهذا حثنا نبينا صلى الله عليه وسلم عليها بل وربطها بالإيمان من شدة حرصه، فقال صلى الله عليه وسلم: «ومَن كانَ يُؤْمِنُ باللَّهِ واليَومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ»  صحيح البخاري.

وبالرغم من هذا كثير من الزوجات اليوم تضجر وتتذمر بسبب ضيوف زوجها ؛ بسبب ضيق الحال بالإضافة إلى المشقة والتعب التى تعانيه فى إعداد المشروبات والمأكولات التى تقدمها لهم.

وكان من الأولى والأجدر بهؤلاء الزوجات أن يشكرن الله تعالى ويكن فى غاية السعادة؛ لأن بإكرامهن للضيف يمنحهن الله الكثير من الهبات والعطايا  أهمها أن الله عز وجل لا يتخلى عنهن ولا يحزن قلبهن حتى فى أشد الأزمات وأصعب المواقف، وليتذكرن موقف النبى صلى الله عليه وسلم عندما نزل عليه الوحى جبريل-عليه السلام-فى أول مرة فى غار حراء كانت مقابلة صعبة شديدة على النبى صلى الله عليه وسلم وبعدها ذهب إلى زوجته السيدة خديجة-رضى الله عنها-وهو يرتعد من هول ما رأى وما سمع وبعد أن هدأ وبدأ يقص ما حدث له صلى الله عليه وسلم  قال: »قدْ خَشِيتُ علَى نَفْسِى« فجاء الجواب بالطمأنينة من السيدة خديجة-رضى الله عنها-«كَلَّا، أبْشِرْ، فَوَ اللَّهِ لا يُخْزِيكَ اللَّهُ «، أى لا تقلق لا يصيبك مكروه! .

لماذا يا ترى تتحدث السيدة خديجة بهذه الثقة؟

لأن النبى صلى الله عليه وسلم اتصف وتحلى ببعض الصفات التى هى من أسباب السلامة من الشر والأذى، ومن ضمن هذه الصفات أنه صلى الله عليه وسلم كان يكرم الضيف قالت:».. إنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وتَحْمِلُ الكَلَّ، وتَقْرِى الضَّيْفَ، وتُعِينُ علَى نَوَائِبِ الحَقِّ..»   صحيح البخاري.
كما أن إكرام الضيف سبب من أسباب الفوز بأسمى ما يطلب المسلم من ربه عز وجل وهى الجنة، فقد قال النبى صلى الله عليه وسلم: » إِنَّ فى الجنةِ غُرَفًا يُرَى ظَاهِرُها من باطِنِها، وباطِنُها من ظَاهِرِها، فقال أبو مالِكٍ الأَشْعَرِيُّ: لِمَنْ هيَ يا رسولَ اللهِ؟ قال: لِمَنْ أَطَابَ الكَلامَ، وأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وباتَ قائِمًا و الناسُ نِيامٌ»   أخرجه أحمد والطبراني.

فلا تخشوا أيتها الزوجات... الفقر أو المصاريف الزائدة من كثرة الضيوف فالرزاق هو الله تعالى ثقوا فى ذلك، ولا تتكلفوا فى الضيافة فالموجود يكفى والله يبارك فى القليل فقد قال صلى الله عليه وسلم:» طَعامُ الواحِدِ يَكْفِى الاثْنَيْنِ، وطَعامُ الاثْنَيْنِ يَكْفِى الأرْبَعَةَ»  صحيح مسلم.