فواصل

حوار استثنائى

أسامة عجاج
أسامة عجاج

التوافق الذى تم بين وزير الخارجية الأمريكى انتونى بليكن، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، على عقد الدورة الأولى للحوار الاستراتيجى بين الأمانة العامة وواشنطن، وهو ما تم بالفعل يوم الأربعاء الماضى، حدث استثنائى، يجب ألا يمر دون التوقف عنده بالرصد والتحليل، باعتباره الأول بعد عقود طويلة، اكتفت فيها الولايات المتحدة بالاعتماد على الحوارات الثنائية، بينها وبين الدول العربية الفاعلة فى النظام العربى، وبانتظام، حدث هذا مع مصر والسعودية وغيرها، بل إن واشنطن استعجلت عقد دورة الحوار مع الجزائر، بعد تحركاتها باتجاه الشرق، بزيارات رئيسها عبد المجيد تبون لروسيا والصين، خلال شهر واحد، ثانيا أن أمريكا كقوة عظمى هى آخر من سعى إلى مثل هذا الحوار، على عكس دول مثل روسيا والصين، والاتحاد الأوروبى والاتحاد الإفريقي، وظهر الأمر كما لو كان استعلاء أو شعوراً بعدم الفائدة، من الجانب الأمريكى، ثالثا، إن طلب الحوار الاستراتيجى جاء بعد حوالى أسبوعين من تأجيل الاتحاد الأوروبى لجولته مع الجامعة العربية، بعد قرار وزراء الخارجية العرب عودة سوريا فى مارس الماضى، ولا يختلف الموقف الأمريكى من قرار عودة سوريا عن الأوروبى، وهو تطور إيجابى للموقف العربى، كل ذلك يدفعنا إلى تقديم اجتهاد شخصى فى البحث عن  أسباب الدعوة الأمريكية المفاجئة للحوار، أظن أن الأمر، يتعلق بالتعرف على موقف الأمانة العامة للجامعة العربية من العديد من ملفات المنطقة، القضية الفلسطينية، والأوضاع فى السودان وسوريا وليبيا واليمن، وهى تمثل بالضرورة الحد الأدنى لمجموعة المواقف العربية، فى ظل عدم توافقها، على المستوى الثنائى تجاه تلك الملفات، كما أن الحوار تجاوز الشأن السياسى إلى قضايا ومجالات أخرى بما يعزز السلام والأمن والاستقرار، والتكامل والازدهار الاقتصادى، والشراكة الاقتصادية وقضايا تغير المناخ، ودور التعليم فى مكافحة الإرهاب والتطرف، وتمكين المرأة،  ودعم حقوق الإنسان، وقد تشهد المرحلة القادمة تعاوناً ثنائياً فى كل المجالات، ظنى أن الحوار مهم ومفيد للطرفين خاصة وأنها كانت فرصة للتعرف عن قرب عن رؤية الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط، بكل خبراته وتاريخه الدبلوماسى مصرياً وعربياً، ومعه قيادات الأمانة العامة، وهم ينتمون إلى دول عربية عديدة، وبعد نحن فى انتظار النتائج.