بسم الله

لفتة طلابية كريمة

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

فعلا، فيها حاجات حلوة كثيرة، وللحقيقة كلها حلو. مصر وأبناء مصر، كل يوم يضربون المثل فى الشهامة والمروءة والجدعنة. آخر نموذج تابعته كان من فتيات الأزهر الشريف.

وتابعت تعليقات الناس على الفيس بوك، كالمعتاد خريجو الكليات ينتظرون يوم التخرج، والكثير منهم يسعى للاشتراك فى حفل التخرج. تم جمع 185 ألف جنيه للاحتفال بالتخرج بحفل غنائى، يحييه أحد مطربى المهرجانات!.

لكن العقل زينة، وما شاء الله على اللى فكر بنضج ورجاحة عقل، وما شاء الله على الإنسانية فقد قرروا التبرع بالشيك ابو 185 ألف جنيه لمستشفى سيد جلال لعلاج الفقراء، بدلا من إهداره على مطرب مثل عمر كمال ولا حسن شاكوش ولا غيره. فعلا تم تخصيص المبلغ لشراء جهاز غسيل كلوى لصالح المستشفى. ولمن لا يعلم المستشفى أسسه وتبرع به النائب الراحل سيد جلال رحمه الله بباب الشعرية بالقاهرة. ويقوم بعلاج الفقراء بالمجان، وبعد ذلك تم ضمه إلى مستشفيات جامعة الأزهر، ومازال يقدم خدماته العلاجية لأبناء مصر مجانا.

هذا التصرف الكريم من فتيات جامعة الأزهر نموذج للعمل الأهلى التطوعى. ونموذج لرجاحة العقل واتزان التفكير. ونموذج للإنفاق فيما هو مفيد للدولة المصرية. وترشيد ضد الإسراف، نموذج يجب أن نحتذى به فى كل تصرفاتنا فى أى موقع وأى مكان.

لو أننا أوقفنا التبذير فى رفاهيات لا طائل من ورائها لارتقينا ببلدنا وواجهنا بأنفسنا أزمته الاقتصادية. لقد أعجبتنى تعليقات الناس على بوست الرحمة من فتيات مصر. فمن قائل ربنا يبارك فيهن ويحفظهن ويكثر من أمثالهن.

وقائل: تسلم اليد اللى ربتهم. وربما أهم تعليق: عايزين نحتفل بالطالبات ونكرمهن. وننشر تجربتهن المبهجة، ونسعدهن بالتعليقات والدعاء لهن بالتوفيق فى حياتهن العملية. لأنهن قدوة حسنة لكل شباب وطلاب مصر. ولكل جامعاتنا.

دعاء: ربنا يحفظ طالبات مصر ويبارك فيهن ويسعدهن.