إعلام قوى ودراما مؤثرة| «30 يونيو» ثورة كبرى صححت مسار الشاشات الصغيرة

مغناطيس الدراما| مسلسلات جاذبة لكل الأعمار جمعت الأسرة أمام التليفزيون

مغناطيس الدراما
مغناطيس الدراما

عانت مصر إعلاميا قبل 30 يونيو لتقدم صورا عبثية لا تليق بريادتها فى المنطقة، بعد أن اختلطت الحقائق بالأكاذيب، وسيطرت الغوغائية على المشهد برمته، فى الوقت الذى كانت فيه الدراما غائبة عن نبض الشارع، وتقدم موضوعات خالية من المضمون والقيمة.

حتى جاءت الثورة لتبدأ منظومة الضبط التى أحدثت نقلة هائلة فى الإعلام والدراما، أعادت إليهما البريق، ووضعتهما على الطريق الصحيح والجاهزية القصوى لمخاطبة الجمهور المحلى والعالمي..

عكست الشاشات المصرية ما يحدث من تنمية وتطوير وإنجازات على الأرض، لتواكب الحدث ببرامج تسلط الضوء على التغيرات الجذرية التى شملت كافة نواحى الحياة، إضافة إلى اكتشاف المواهب فى كافة المجالات، بالتوازى مع استغلال الدراما لتصبح أداة فعالة للم الشمل، بمسلسلات وطنية توثق تضحيات الضباط والجنود بجانب الشعب العظيم فى ملحمة الثورة، ومعركة الإرهاب.

وإنشاء قناة إخبارية إقليمية قادرة على إيصال صوت مصر للعالم كله، وصولا إلى قمر صناعى جديد سيكون نقطة تحول لقنواتنا الفضائية وداعما للاتصالات والإنترنت المحلي.

تشكيلة فاخرة من المسلسلات الوطنية والاجتماعية والكوميدية والدينية

عانت الدراما عبر سنوات كثيرة من الغياب بفعل أعمال دون المستوى بعيدة عن القيمة لتختفى المسلسلات والأفلام المصرية من الشاشات العربية ويحل محلها أعمال قادمة من دول أخرى عربية أو أجنبية، لتتوارى تلك الأداة المهمة لقوتنا الناعمة متمثلة فى الدراما والسينما أحد مصادر الريادة والجذب عبر عشرات السنين، وكانت بمثابة المفتاح وجواز المرور لمصر بلهجاتها وعاداتها إلى قلوب الدول العربية والكثير من دول العالم.

اختفى الدور تماما قبل الثورة لتنحسر الريادة المصرية لحساب دول أخرى استطاعت أن تحقق تقدما فى غياب تام لقوى مصر الناعمة للعديد من الأسباب، بينما إدراك القيادة السياسية لأهمية هذه الأداة للقوى الناعمة، ما جعلها تبحث عن توفير مناخ مناسب لصناع الدراما لتقديم أعمال تليق باسم مصر.

وكانت السنوات الماضية شاهدة على عودة الدراما المصرية لمكانتها الطبيعية وريادتها بفضل الشركة المتحدة التى تم إنشاؤها عام 2016 لتعيد الانضباط للمشهد الإعلامي، وتطلق خطتها لتنظيم وترتيب السوق الإعلامى بإنشاء قنوات وشراء قنوات أخرى لتبدأ بناء كيان إعلامى قادر على المنافسة وقنوات يهمها فى المقام الأول تقديم القيمة قبل تحقيق الربح المادى و ضمت الشركة قنوات: دى إم سي، والحياة، وسى بى سي، وأون، والناس، ومصر قرآن كريم، تلك القنوات التى استطاعت أن تتصدر المشهد بخرائط برامجية ودرامية مميزة.

كان على الشركة المتحدة أن تنشأ كيانات إنتاجية قادرة على ملء هذه الشاشات فحرصت على الاندماج مع مجموعة من الكيانات الإنتاجية ومنها شركات: سينرجى وميديا هوب لتقديم دراما مميزة ذات قيمة تتمتع بكل عناصر الجذب لتعود الدراما المصرية لتحتل الشاشات العربية والمنصات الإلكترونية على اختلاف أنواعها لتكون خطوة لإعادة الريادة الإعلامية والفنية المصرية مرة أخرى.

وقدمت الدراما المصرية مجموعة من الأعمال المتنوعة خلال السنوات القليلة الماضية و كانت الدراما الوطنية حاضر بقوة من خلال مسلسل «الاختيار» بأجزائه الثلاثة الذى رصد الكثير من بطولات رجال الجيش والشرطة فى التصدى للإرهابيين والمخربين ودور الكثير من الوطنيين فى إعادة استقرار وأمن الوطن مرورا بمسلسلات «العائدون» ، «ملف سرى»، «هجمة مرتدة» وصولا لمسلسل «الكتيبة 101» الذى عرض فى رمضان الماضى ورصد كيف نجحت «الكتيبة 101» فى التصدى للتكفيريين الموجودين فى سيناء، كما استعرض المسلسل بطولات القوات المسلحة فى الحفاظ على الوطن من الأعداء والتضحيات المقدمة من أجل سلامة وأمن الوطن.

وشهدت السنوات القليلة الماضية أيضا تنوعا ملحوظا فى الدراما واهتماما بكل قوالبها الاجتماعية والكوميدية، إضافة إلى الأعمال الدينية التى غابت عن الشاشة لسنوات وكان الجمهور على موعد معها من خلال مسلسل «رسالة الإمام» بطولة خالد النبوى وتدور أحداث المسلسل فى إطار تاريخى حول حياة الإمام محمد بن إدريس الشافعى أحد أشهر علماء الفقه والتفسير ويتناول السنوات الأخيرة من حياته و التى قضاها فى مصر.

أيضا جاءت الدراما الكوميدية مميزة لتعيد للأسرة الالتفاف حول الشاشة وهو تقليد افتقدناه لسنوات بعيدة ومن أهم الأعمال التى تنتمى إلى هذه النوعية مسلسلات «الكبير أوى» بطولة احمد مكى الذى مثل عودته فى الجزء السابع وأيضا تجربة الفنان أحمد أمين فى مسلسل «الصفارة» الذى قدم دراما كوميدية بعيدا عن الإسفاف، إضافة إلى الدراما الاجتماعية المميزة خلال السنوات الماضية مثل مسلسلات: «أبو العروسة» بأجزائه الثلاثة بطولة سيد رجب وسوسن بدر و «جزيرة غمام» بطولة طارق لطفى وأحمد أمين و فتحى عبدالوهاب تأليف عبدالرحيم كمال إخراج حسين المنياوي، و»إيجار قديم» لشريف منير و «بينا ميعاد» لشيرين رضا و صبرى فواز و «زى القمر» لإلهام شاهين وليلى علوى و «سره الباتع» وغيرها من الأعمال التى أنارت الشاشة فى السنوات الماضية واستطاعت أن تحصد إشادات واسعة وتبرز قيمة الدراما وأهميتها من خلال أعمال تصل إلى المشاهدين باختلاف أعمارهم وثقافاتهم.