أصداء «الحشاشين» مستمرة| قرار بمنع عرضه فى إيران والمجتمع يحتفى به

مشهد من «الحشاشين»
مشهد من «الحشاشين»

كتب أحمد سيد:
مازال أصداء ردود الفعل الإيجابية على مسلسل «الحشاشين» مستمرة رغم انتهاء عرضه فى رمضان المنصرم، إلا أنه مازال يثير الجدل خارج مصر، وهو ما يؤكد على أهمية هذا العمل الذى يعد ضربة قوية لجماعة الإخوان الإرهابية، كما يؤكد على أهمية الدراما المصرية وتأثيرها فى الشعوب، حيث خلق العمل حالة من الالتفاف العالمى حوله وليس على المستوى المحلى فقط، حتى بعد انتهاء عرضه، إلا أنه مازال محل بحث ومشاهدة عبر المنصات الرقمية المختلفة، أو عبر الإنترنت، ولعل آخرها ما أثير فى إيران خاصة بعد قرار منع عرضه من جانب التليفزيون الإيرانى، إلا أن الشعب الإيرانى يشاهد العمل الذى نال إعجابهم، وهو ما كشف عنه المؤلف عبد الرحيم كمال، ونرصده فى التقرير التالى.

هجمات شرسة أطلقها المجتمع الإيرانى بمجرد الإعلان من جانب التليفزيون الإيرانى منع عرض مسلسل «الحشاشين» حيث خرجت العديد من الأصوات التى تطالب باستمرار عرضه، حتى أن طالب الكثير بأن تتم ترجمة المسلسل الى اللغة الفارسية حتى يستوعبه المواطن الإيرانى البسيط، وتلقى عبد الرحيم كمال رسالة من إيرانية، والتى أكدت على أن العمل حظى بشعبية كبيرة، وأسر الجماهير فى إيران، على حد قولها، مشيرة إلى كونها كمشاهدة تأثرت بشدة بالجودة الاستثنائية للمسلسل، بعدما صاغ ببراعة تبادل الأفكار والمعتقدات ووجهات النظر الإسلامية المختلفة، واعتبرت أن التصوير الدقيق للديناميكيات الاجتماعية والأيديولوجية المعقدة أحدث صدى قويا لدى الجمهور فى إيران.

وأشارت فى رسالتها إلى وجود مشكلة تتمثل فى عدم إتاحة نسخة رسمية مترجمة من المسلسل تم إصدارها باللغات الرئيسية، ما دفع المشاهدين فى إيران لانتظار ترجمة غير رسمية باللغتين الإنجليزية أو العربية، قبل الوصول للترجمة الفارسية، وهو ما كان مرهقا على الجمهور، وطلبت من عبد الرحيم كمال أن يقوم فريق الإنتاج بإصدار نسخ رسمية مترجمة باللغات الرئيسية حتى تحظى بجمهور كبير، خاصة أن الأمر سيكون مفيدا للغاية، وطلبت من المؤلف أخذ هذا التعليق بعين الاعتبار والعمل على معالجة المشكلة، وأشادت فى النهاية بما قدمه فى العمل.. كما كشف مشاهد إيرانى عن رأيه فى «الحشاشين» قائلاً: أود أن أشكر فريق عمل المسلسل الذى قام بمهمة الإخراج.

كان ينبغى أن يكون هذا من صنع الإيرانيين، لذلك يجب أن نكون ممتنين لأن هذا المسلسل قد تم إنتاجه، ومن المهم معالجة الادعاءات الكاذبة التى أطلقها بعض الإيرانيين فيما يتعلق بهذا المسلسل، ويزعمون أن حسن الصباح تم تصويره على أنه عربى، لكن من الواضح أن الممثلين يعرفون أنفسهم على أنهم فرس، ومن الضرورى أن نفهم أنه خلال فترة حكم الحكام العرب لإيران، واعتنق الناس الإسلام، وكان معظمهم يتحدثون العربية بالإضافة إلى اللغة الفارسية.

ومن ثم فمن الواضح أن العرض يصور بدقة السياق التاريخى لتلك الفترة، والادعاء بأن الصباح كان مخالفا للإسلام لا أساس له من الصحة على الإطلاق، لأنه هو نفسه كان مسلما متدينا، ويجب على أولئك الذين يطلقون مثل هذه التأكيدات التى لا أساس لها أن يشاهدوا المسلسل بعقل متفتح ويمتنعوا عن نشر المعلومات المضللة.

وأضاف المشاهد الإيرانى: وبعد أن شاهدت العمل، أستطيع أن أقول بكل ثقة إنهم لم يظهروا أى شىء يهيننا نحن الإيرانيين أو تاريخنا، كإيرانيين، حان الوقت لمواجهة حقيقة أن ثقافتنا لم تعد كما كانت قبل 2500 عام، ولقد كنا تحت الحكم الإسلامى لعدة قرون، وقد حولنا هذا الحكم إلى أن نكون مثل أى دولة أخرى فى الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أننا قد لا نتحدث العربية، إلا أن أوجه التشابه أكبر بكثير من الاختلافات.

ولقى «الحشاشين» اهتماما واسعا عالميا حيث لقى رد فعل إيجابيا عند عرضه فى السويد وأوروبا، ومنذ بداية عرضه فى مجموعة كبيرة من الدول حول العالم من بينها روسيا، وتمت ترجمته أيضا إلى اللغة الفارسية وعرضه على عدد من المواقع الإليكترونية الإيرانية.

يعود مسلسل الحشاشين إلى القرن الحادى عشر الميلادى، ويلقى الضوء على شخصية حسن الصباح، ودوره المؤثر فى تغيير موازين القوى فى العالم آنذاك، من خلال جماعته المعروفة باسم الفدائيين، بعدما اتخذ من قلعة آلموت مقرا له ولجماعته، مستخدما إياهم فى تنفيذ اغتيالات ضد شخصيات سياسية بارزة فى ذلك الوقت لخدمة أهدافه الدنيئة، وتعتبر تلك الجماعة النواة الأولى لأفكار الجماعات الإرهابية التى تستغل الدين كستار لأفعالها الإجرامية.. مسلسل «الحشاشين» من تأليف عبد الرحيم كمال، وإخراج بيتر ميمى، وبطولة كريم عبد العزيز، فتحى عبد الوهاب، ميرنا نور الدين، أحمد عيد، إسلام جمال، نيقولا معوض، سامى الشيخ.