كل الأحداث تؤكد أن مصر تبنت منذ تسع سنوات استراتيجية واضحة لتعزيز المصالح المشتركة مع دول القارة السمراء وإن توجهات القيادة السياسية استهدفت إقامة علاقات اقتصادية متميزة ومستدامة مع الحكومات والشعوب الإفريقية الأمر الذى أدى إلى ازدهار حقيقى للعلاقات وقبول مصرى فى الشارع الإفريقى الذى أصبح ينتظر بشغف كل ما هو قادم من مصر سواء منتجات أو مشروعات وبرامج تدريب فى كل المجالات وازداد بشكل كبير عقد المؤتمرات والندوات ومجالس الأعمال المشتركة بين مصر ومعظم الدول الإفريقية وأصبحت مصر تتطلع إلى نقل تجربتها فى التشييد والبنية التحتية والطاقة والتعليم والصحة لإفريقيا وهنا أؤكد أن تأسيس وبدء أعمال جمعية رجال الأعمال المصريين الأفارقة برئاسة الخبير الاقتصادى الدكتور يسرى الشرقاوى عام ٢٠٢٠ بكل ما يحمله من خبرات واخلاص وحب للوطن كان له دور كبير فى توطيد هذه العلاقات على المستويين الاستثمارى والتجارى وإحداث طفرة حقيقية بهما .
ولأن الأرقام لا تكذب ولكنها تقدم الواقع فقد حققت الاستثمارات المصرية تواجدا كبيرا بإفريقيا فزادت بقيمة مليار و٢٠٠ مليون دولار العام الماضى لتصل إلى ١٠ مليارات و٢٠٠ مليون دولار أما الاستثمارات الإفريقية فى مصر فبلغت ٢ مليار و٨٠٠ مليون دولار وحققت التجارة مع دول القارة السمراء تقدما ملموسا ، حيث بلغت ما قيمته ٢ مليار و١١٧ مليون دولار خلال الربع الأول من العام الحالى منها صادرات مصرية للأسواق الإفريقية قيمتها مليار و٦١١ مليون دولار وبلغت قيمة وارداتنا من الدول الإفريقية ٥٠٦ ملايين دولار .
وبعد أن عظمت مصر جهودها تجاه القاره الإفريقية تم تتويج هذه الجهود باختيار مصر من قبل الأشقاء الأفارقة لتولى رئاسة الاتحاد الإفريقى لعام ٢٠١٩ وتمكنت مصر خلال هذه الرئاسة من تحقيق نجاحات كثيرة فى مقدمتها إطلاق مبادرة منطقة التجارة الحرة لقارة إفريقيا التى تمثل تكتلا اقتصاديا بحجم ٣ تريليونات و٤ مليار دولار يضم مليارا و٣٠٠مليون نسمة وهو ثانى أكبر تجمع تجارى عالمى بعد منظمة التجارة العالمية.. كل التحية والتقدير لهذه الجهود التى حققت ازدهار العلاقات مع عمق مصر الاستراتيجى والاقتصادى.
