وجع قلب

الصحافة بريئة من ذنوبهم

هبة عمر
هبة عمر

أثار البيان الذى أصدرته نقابة المهن التمثيلية تناشد فيه الصحفيين والإعلاميين عدم حضور عزاء الفنان الراحل صلاح السعدنى حالة من الاستياء الشديد فى الوسط الصحفى، كان أول أسباب هذه الحالة وأهمها هو الإساءة الشديدة لمهنة الصحافة ممن لاينتسبون إليها ولا يعرفون أصولها وقواعدها، ويقومون بتصوير مراسم الجنازات والعزاء بأسلوب فج يفتقد اللياقة الواجبة فى هذه المواقف، وهم غالبا إما أصحاب قنوات خاصة على موقع «youtube» يسعون للتواجد فى هذه المناسبات وتصويرها لتحقيق نسب مشاهدة لمواقعهم تجلب إعلانات، أو شباب يبحث عن فرصة عمل بالصحافة ولايجد سوى بعض الصحف الإلكترونية ليعمل بها ولو أجبره أصحابها على تصوير هذه المناسبات والحصول على تصريح لامعنى له بأى طريقة من المشاهير للخروج بعناوين مثيرة تجذب قراء لهذه الصحف والمواقع.

الحقيقة أن كل بلاد العالم تسمح بتغطية صحفية وتليفزيونية للمناسبات المهمه سواء كانت فنية أو سياسية أو احتفالية أو جنائزية، ولكنها تضع لها قواعد صارمة يلتزم بها الجميع، وتحدد للمراسلين والمصورين أماكن لائقة لممارسة عملهم يلتزمون بها دون أن تعيق نظام وترتيبات الحدث الذى يتم تغطيته، ولا يتعرض لهم أحد أو يسئ اليهم كما يحدث عندنا، ولولا جهود هؤلاء لما تمكنا من متابعة كل مايحدث فى العالم فى نفس وقت وقوعه، وسواء كانت المناسبة ضخمة مثل جنازة الملكة إليزابيث ملكة إنجلترا أو جنازة فنان أو سياسى شهير تهتم الصحف ووسائل الإعلام بإجراء حوارات ولقاءات حول الحدث وصاحبه، ولا تهتم بوضع عناوين مثل (انهيار فلان فى الجنازة) أو (فلانة يغمى عليها بسبب الحزن) أو (شاهد قبل الحذف تفاصيل مشاجرة فى جنازة فلان)، إذ إن هذه الممارسات التافهة لا تمت للصحافة بأى صلة وهى بريئه من هذه الذنوب.

ويبقى وضع قواعد منظمة لتغطية الأحداث وإعداد أماكن محددة لتسهيل عمل المصورين والصحفيين هو ضرورة ملحة، بغض النظر عن إنتسابهم لنقابة الصحفيين أو نقابة الإعلاميين، لأن كثيرين يمارسون المهنة ولم ينتسبوا بعد لأى من النقابتين، المهم هو أن يلتزم من يقوم بالتغطية الصحفيه بالقواعد المنظمة ويراعى الأصول المهنية.

يا صحافتنا العريقة كم من الجرائم ترتكب بإسمك