ميادة المعتز شاكر تكتب: جيل «إيلون ماسك»

ميادة المعتز شاكر
ميادة المعتز شاكر

■ بقلم: ميادة المعتز شاكر 

أؤمن أن الكتابة هي مرآه لعقل الإنسان وأفكاره وطموحه ومعتقداته وأحلامه ، لذا أحرص على متابعة ما يكتبه طلابي في المدرسة ليس فقط من قبيل واجبي في التصحيح اللغوي ومتابعة أداء الواجبات المنزلية ، ولكن لكي أتعرف على شخصيات طلابي واتفهم مشاكلهم التي ربما يخجلون من التعبير عنها أمامي ، وما لاحظته في الفترة الأخيرة من خلال عملي كمعلمة لغة إنجليزية وعبر متابعتي لكتابات طلابي ، أن هناك عوامل مشتركه تجمع بين أفكار وأحلام هذا الجيل من المراهقين ، وجدت مشاكلهم تتلخص في انشغال الأهل عنهم؛ إيقاع الحياه يمنع آباء وأمهات اليوم- وأنا منهم- من الانصات لمشاكل وهموم اولادهم و مشاركة أفكارهم ، فنحن ما بين عملنا وواجباتنا العائلية والمنزلية ، وبين مذاكرة اولادنا وتمارينهم الرياضية ، فمتى نجد الوقت الذي كنا نحظى به مع آبائنا وأمهاتنا في صغرنا لنستمع ونحكي ونتشارك؟
 
وجدت أن مشكلة التنمر تسيطر عليهم -خاصة على الشكل الخارجي-  من حيث زيادة الوزن او قصر القامه او ضعف البنيان ، لذلك تجد المثل الأعلى لكثير من البنات؛  إحدى النجمات الأمريكية النحيفة والجميلة ؛ وللكثير من الأولاد أحد لاعبي الكره المفتول العضلات ( كما هو شائع الآن بين لاعبي الكره الأشهر في العالم) ، وأما طموح المراهقين والمراهقات ؛ يتلخص للأسف الشديد في المال والشهرة هو ما تركزت عليه معظم كتابات طلابي في الفتره الأخيرة وهو ما دفعني لكتابة هذا المقال ، فقد تعجبت من الإتفاق الغريب على طموح الثراء السريع وكيف يجد البنات والأولاد من المال السبيل الوحيد لتحقيق الحياة السعيدة التي يشاهدونها عبر السوشيال ميديا و يطمحون إليها وأن احلامهم تتلخص في السيارات والطائرات والملابس والسفر والقصور ، أما المثل الأعلى لمعظمهم فهو "إيلون ماسك" ، أحد أغنى أغنياء العالم.

‏‎كيف ومتى حدث ذلك؟؟ هل هو نتاج السوشيال ميديا؟ هل بسبب غياب القدوه؟ هل الثراء السريع لنجوم الفن "الهابط" ونجوم السوشيال ميديا أثر على أولادنا لهذا الحد؟ وأين دورنا في إظهار النماذج القيمة والرموز الدينية و التاريخية لأولادنا وزرع تأثيرها فيهم؟ ..‎ ولا أنكر ان قلة قليلة من طلابي ذكرت السير مجدي يعقوب كمثل أعلى لهم في مقالهم و تمنوا مساعدة الناس وترك الأثر  فيهم مثل السير مجدي ، وهو ما جعلني أرى ضوءً خافتاً في نهاية النفق ربما يخرج من هذا الجيل مجدي يعقوب أخر او سميرة موسى أخرى ليقفا أمام جحافل البلوجرز والانفلونسرز  و"إيلون ماسك" .