مصر واليابان.. زيارات متبادلة وعلاقات وطيدة بين زعماء البلدين في آخر السنوات

شينزو آبي وعبد الفتاح السيسي
شينزو آبي وعبد الفتاح السيسي

يحط رئيس الوزراء اليابان فوميو كيشيدا الرحال في القاهرة، غدًا السبت 29 أبريل، وذلك في زيارةٍ رسمية يجريها الزعيم الياباني إلى القاهرة، في مستهل جولته في الشرق الأوسط وأفريقيا.

وقال سفير اليابان بالقاهرة أوكا هيروشى إن رئيس الوزراء اليابانى فوميو كيشيدا، سيزور مصر غدًا السبت، وذلك في إطار الجهود المستمرة التى تبذلها مصر واليابان لتحقيق التنمية المستدامة والتعاون الإقليمي والدولى، وتعزيز الأمن والاستقرار فى المنطقة.

وأضاف السفير، فى تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن رئيس الوزراء سيبدأ جولته الأولى في الشرق الأوسط وأفريقيا بزيارة مصر وهو ما يعكس أهمية العلاقة بين البدين، مشيرًا إلى أن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون بين البلدين في جميع المجالات، بما في ذلك الاقتصادية والسياسية والأمنية والثقافية والعلمية والتكنولوجية، حيث ترى اليابان أن مصر شريكًا لا غنى عنه ومهمًا في الشرق الأوسط وأفريقيا.

ولفت السفير إلى أن هذه الزيارة تأتي في ظل زيادة الأهمية الإستراتيجية للشراكة بين البلدين في مواجهة التحديات الاقتصادية والأمنية في المنطقة، مؤكدًا على أن العلاقات الاقتصادية بين مصر واليابان شهدت تطورًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، حيث تعتبر اليابان واحدة من أهم شركاء التجاريين لمصر،

وأشار السفير الياباني إلى أن مصر شريك مهم لليابان في الشرق الأوسط، حيث تتمتع بموقع جغرافي استراتيجي وموارد طبيعية كبيرة، وخاصة في مجال الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى ارتفاع مستوى الأيدي العاملة المحلية، كما تعد مصر بوابة للتجارة والاستثمار في المنطقة.

زيارة شينزو آبي لمصر

وليست هذه أول زيارة لزعيم اليابان إلى مصر خلال السنوات الأخيرة، وتحديدًا إبان حقبة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فسبقه إلى ذلك رئيس الوزراء الراحل شينزو آبي.

البداية كانت في يناير 2015، بعد أشهر قليلة من تولي السيسي رئاسة مصر، حيث قام شينزو آبي، رئيس وزراء اليابان في ذلك التوقيت، بزيارة لمصر، استقبله الرئيس عبد الفتاح السيسي حيث تناول اللقاء سُبل تعزيز العلاقات الثنائية، فضلاً عن بحث أبرز القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

أول زيارة للسيسي لليابان

وفي أواخر شهر فبراير عام 2016، قام الرئيس عبد الفتاح السيسي بزيارة رسمية إلى اليابان، كانت الأولى له إلى بلاد الشمس الساطعة.

وفي 29 فبراير 2016، التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي مع شينئيتشي كيتاوكاشينئيتشي كيتاوكا رئيس الوكالة اليابانية للتعاون الدولي (چايكا).

وقد رحب الرئيس السيسي بالتعاون مع اليابان في مجال الطاقة الجديدة والمتجددة، منوهًا إلى أن مصر تولي هذا المجال اهتمامًا كبيرًا.

وأشار الرئيس إلى أن الفرصة متاحة أمام اليابان لتنفيذ مشروعات كُبرى في مجال الطاقة المتجددة بمصر تعكس مساهمتها الكبيرة لمعالجة الآثار السلبية الناجمة عن تغير المناخ.

وفي نفس اليوم، التقى السيسي مع رئيس وزراء اليابان آنذاك شينزو آبي، حيث تم عقد جلسة مباحثات موسعة بين الجانبين بحضور وفدي البلدين، حيث رحب رئيس الوزراء الياباني بالرئيس السيسي في زيارته الأولى لليابان.

وأشار رئيس الوزراء الياباني حينها إلى أن بلاده تولي لعلاقاتها مع مصر اهتمامًا كبيرًا، سواء على الصعيد الثنائي أو الإقليمي، باعتبارها محورًا للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، ومنوهًا إلى أن زيارة الرئيس السيسي تمثل فرصة طيبة لتبادل وجهات النظر حول سبل تنمية وتطوير العلاقات الثنائية، وتعزيز التنسيق في المحافل الدولية.

وأكد رئيس الوزراء الياباني وقوف اليابان بجوار مصر من أجل دفع عملية التنمية الشاملة، مشيدًا بإستراتيجية مصر للتنمية المستدامة "رؤية مصر 2030"، التي تم طرحها مؤخرًا.

وفي 2 مارس 2016، بمناسبة زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى اليابان، صدر عن الجانبين المصري والياباني بيانٌ مشتركٌ بعنوان "التعاون من أجل طفرة ومرحلة جديدة في العلاقات الثنائية"، تضمن البيان تأكيد دعم وإشادة اليابان بالجهود المصرية المبذولة لتحقيق الاصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، ومن بين تلك الجهود مؤتمر دعم وتنمية الاقتصادي المصري الذي عُقد في مارس 2015، بشرم الشيخ، وتفعيل قانون الاستثمار الجديد، وافتتاح قناة السويس الجديدة، والقيام بإجراء إصلاحات في قطاعيّ التعليم والصحة.

زيارة السيسي الثانية لليابان

بعد ذلك بأكثر من ثلاث سنوات، قام الرئيس السيسي بزيارة أخرى إلى اليابان في 27 أغسطس 2019، وذلك للمشاركة فى مؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا "التيكاد".

وفي 28 أغسطس، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي مباحثات قمة موسعة مع رئيس وزراء اليابان شينزو آبي، وذلك بحضور وفدى البلدين، وقام رئيس وزراء اليابان بتوجيه الشكر للسيسي على تلبية الدعوة للرئاسة المشتركة للقمة السابعة للتيكاد والمتعلقة بالمشاركة الإستراتيجية بين اليابان والقارة الأفريقية، ومؤكدًا ما تحظى به مصر وحضارتها العريقة من تقدير لدى الشعب الياباني.

وجاء ذلك بالتزامن مع تولي مصر رئاسة الاتحاد الأفريقي، وذلك خلال الفترة بين فبراير 2019 وفبراير 2020.

وأكد الرئيس السيسي حينها أن الرئاسة المصرية الحالية للاتحاد الأفريقي تضفي بُعدًا إستراتيجيًا مهمًا لإسهام مصر الفاعل في تلك المشاركة، لاسيما في ظل ما أبدته طوكيو من حرص على التنسيق الوثيق مع أفريقيا لتحقيق أولوياتها التنموية، من خلال أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وأجندة التنمية الأفريقية 2063 والإستراتيجيات الإنمائية الوطنية للدول الأفريقية.

وأشار السيسي إلى الحرص على التعاون بين البلدين مصر واليابان في أفريقيا وتوظيف إمكانات مصر وقدراتها لدعم المشروعات التنموية المطروحة في إطار المشاركة بين الجانبين وتوسيع نطاق إسهامها في تعزيز التنمية المستدامة .