حكايات| عمرو ديـاب «مستر إكس» الغناء.. 40 سنة نجاح

عمرو ديـاب
عمرو ديـاب

كتب محمد كمال 

“يا طريق” اسم أول ألبوم قدمه عمرو دياب في سبتمبر 1983 أي منذ ما يقترب من40  عاما، مسيرة ستبقى محفورة في تاريخ  الفن المصري ، على مدار 4 عقود ساهم الملقب بـ”الهضبة” في تشكيل وجدان أجيال أرتبطوا بأغنياته وأنتظروا طرح ألبوماته وأغنياته الجديدة كأنه حدث هام في حياتهم، طريق طويل صعد خلاله مطربون وغاب آخرون، لكن ظل عمرو دياب يكمل في طريقه دون النظر لأحد والتربع على القمة لأعوام طويلة.

طريق طويل شاق صعب، طريق له بداية جميلة لكنه مثل “مستر إكس” لا نهاية له، لأنه طريق غير مرتبط بوجوده على الساحة فقط بل هو طريق محفور في قلوب الجماهير لأن عمرو لم يكن مجرد مطرب موهوب، بل من القلائل الذين ساهموا في تطوير صناعة الموسيقى وإحداث نقلات نوعية لها.. 40 سنة عمرو دياب. 

 

 

 

 

 

جاءت كلمات الأغنية التي حملت اسم الألبوم الأول معبرة عن الطريق في نهاية الرحلة، وليس البداية، كأننا أمام شخص يسرد لنا مشواره الذي هو في الحقيقة كان في بدايته، من خلال الكلمات التي صاغها عبد الرحيم منصور ولحنها هاني شنودة وتولى التوزيع عزيز الناصر، وجاء مطلع الأغنية ليقول “يا طريق يا طريق ماشين يا طريق”)، وفي نفس الألبوم نجد أغنية تحمل اسم “الزمن” كلمات هاني زكي يقول مطلعها “الزمن بينسى دايما مع الزمن مفيش وعود”، وهنا يكمن السؤال: “هل يمكن للزمن أن ينسى عمرو دياب؟.. هل في فترة من الزمن غفل وعده مع الهضبة؟”.. الإجابة القاطعة: “لا”، لأن عمرو لم يكن تأثيره موسيقيا فقط، بل أمتد إلى أغانيه المصورة وحفلاته وظهوره الإعلامي القليل، بل حتى على مستوى الأزياء، من يمكن أن ينسى “تي شيرت” و”دوجلاس” تملي معاك، أو “فرزاتشي” أكتر واحد، أو “جاكيت” يا عمرنا، أو “كرافتة” أيامنا، أو “فازلين” نور العين، أو “نطة” ميال، أو “موتوسيكل” آيس كريم في جليم.

 

 

 

 

 

حمل الألبوم الثاني اسم “غني من قبلك”، في الأغنية التي كتب كلماتها هاني زكي ولحنها عزمي الكيلاني وتوزيع فتحي سلامة، وفي الحقيقة “الهضبة” أوفى بوعده، وعلى مدار 40 عام غنى من قبله، وكان على الوعد مع جمهوره منذ ألبومه الثاني الذي صدر عام 1984، وكان بداية التعاون مع شركة صوت الدلتا الذي أمتد لأعوام طويلة، وصل إلى 15 عاما، و14 ألبوما، وشهد هذا الألبوم التعاون الأول مع رفيق الرحلة الموسيقار طارق مدكور، من خلال أغنيتي “ليلة”، تلحين وتوزيع مدكور، والثانية “إش حال الشجر” تلحين محمد الشيخ.

 

 

 

 

 

ظهر اسم عمرو دياب كملحن في ألبومه الثالث، من خلال الأغنية التي حملت اسم الألبوم، “هلا هلا”، والتي كتب كلماتها مجدي النجار ووزعها محمد هلال، وكانت أولى الأغنيات التي تحقق نجاحا واسعا وبدأ معها الجمهور يرتبط باسم عمرو، ثم يأتي ألبوم “خالصين” عام 1987 ليدعم اسم عمرو دياب كأحد أكثر المطربين الشباب نجاحا وموهبة.

 

 

 

 

 

 

ثم تحدث النقلة الأولى في مسيرة “الهضبة” من خلال ألبوم “ميال”، والأغنية التي حملت نفس الاسم وحققت صدى واسعا وقتها وتعد من أكثر الأغنيات التي حققت نجاحا خلال نهاية الثمانينيات، وهي كلمات مجدي النجار وألحان حجاج عبد الرحمن وتوزيع فتحي سلامة.

وكان هذا الألبوم هو التعاون الأول بين عمرو وحميد الشاعر، حيث قام “الكابو” بتلحين وتوزيع أغنية “أول ما أقول”، وأيضا أغنية “من غيرك” التي أعتمد فيها الشاعري على لحن من الفلكلور التونسي، والمقدمة الموسيقية لفتحي سلامة في أغنية “نعشق القمر”، التي مزجت بين خط كمنجات كان جديدا وقتها، مع آلالات وترية أقرب للموسيقى اليونانية القديمة، ومقدمة البيانو العبقرية من طارق مدكور في أغنية “ليلة”.

 

 

 

 

 

وساهم نجاح الألبوم الكبير وقتها في الترويج للفيلم الذي شارك عمرو في بطولته، “العفاريت” للمخرج حسام الدين مصطفى، والذي ظهر فيه عمرو باسمه الحقيقي، وقام بغناء معظم أغنيات الألبوم خلال أحداث الفيلم، وفي مشهد النهاية اختار أن تكون أغنية “شوقنا” التي تحمل اسم ألبومه المقبل، كنوع من الترويج للأغنية والألبوم، والتي كتب كلماتها رضا أمين، ولحنها خليل مصطفى، وتوزيع حميد الشاعري، وشهد هذا الألبوم التعاون الأول لـ”الهضبة” مع الشاعر مدحت العدل والملحن رياض الهمشري.

 

 

 

 

 

التسعينيات .. رؤية جديدة

يدخل “الهضبة” عقد التسعينيات برؤية جديدة للألبوماته، ارتكزت على أمرين، الأول - وهو الأكثر وضوحا - الاعتماد على موزع موسيقي واحد لجميع أغنيات الألبوم، وكانت التجربة الأولى من خلال ألبوم “متخافيش”، الذي قدم التوزيعات الموسيقية له حميد الشاعري في تجربة لم تكن شائعة وقتها، بل وأمتد الأمر إلى أن عمرو دياب قام بتلحين 7 أغنيات من الـ8 التي طرحت في الألبوم، وحقق فيديو كليب أغنية “متخافيش” نجاحا كبيرا وقتها، حيث جاء بعد زواج “الهضبة” من الفنانة شيرين رضا التي ظهرت معه في الكليب، وكرر فكرة الاعتماد على الموزع الواحد من خلال الألبوم التالي عام 1991 الذي حمل اسم “حبيبي”.

 

 

 

 

 

 أما الأمر الثاني الذي ارتكز عليه “الهضبة” في ألبوماته بداية من التسعينيات كان وجود مسار موسيقي أو نسق معين لاختيار التوزيع الموسيقي الخاص بهارموني الآلات المختارة على مستوى طول الألبوم، ففقد وقع الاختيار في ألبوم “حبيبي” على آلة الساكسفون، لتكون هي بطلة الألبوم الذي قام “الهضبة” بتلحين 7 من أصل 8 أغنيات ضمها الألبوم، عادا أغنية واحدة هي “إلا معاك”من تلحين فاروق الشرنوبي.

 

 

 

 

 

 

للمرة الأولى يصدر “الهضبة” ألبومين في عام كان عام 1992، حيث صدر الألبوم الأساسي الذي حمل اسم “أيامنا”، والذي قدم التوزيعات الموسيقي له بالكامل حميد الشاعري، وكان بطله الموسيقي، التوزيع الذي يشتهر به الشاعري “المقسوم”، والذي سيطر على 6 أغنيات دفعة واحدة، أما الألبوم الثاني فقد طرح بعد النجاح الذي حققه فيلم “آيس كريم في جليم” للمخرج خيري بشارة، والذي يعد أفضل فيلم قدمه “الهضبة” في مسيرته، وحمل الألبوم نفس اسم الفيلم، وكتب كلمات الأغنيات فيه كاتب سيناريو الفيلم، مدحت العدل، والتوزيع لحسام حسني والألحان لعمرو دياب.

 

 

 

 

 

في ألبوم “يا عمرنا” الذي صدر عام 1993 كانت المرة الأولى التي يستعين فيها “الهضبة” بأثنين موزعين يشتركا في توزيع جميع أغنيات الألبوم، وكان الأمر جديدا على الساحة، خاصة أن كلا من طارق مدكور ومحمد عرام بموهبتهما وتاريخهما، لديهما القدرة على تولي مسئولية التوزيع كلا بمفرده، لكن رؤية “الهضبة” وقتها - والتي لم يفصح عنها على غلاف الألبوم لكنه كان محددا في ألبوماته التالية - بوجود موزع موسيقي وآخر خاص بالوتريات (لاين الكمنجات)، ومن خلال المعرفة السابقة بالثنائي مدكور وعرام، يمكن تحديد أن عرام هو من تولى التوزيع الوتري، وأعتمدت توزيعات هذا الألبوم على المزج الواضح بين خط كمنجات شبه ثابت على طول أغنيات الألبوم، ومن ناحية أخرى 3 آلات هم “العود، القانون، الساكسفون”، والثالثة استعان دياب بالعازف الكبير سمير سرور ليظهر معه أثناء تصوير كليب أغنية “ضحكة عيون حبيبي”.

 

 

 

 

 

“ويلوموني”، الذي يمكن أن نطلق عليه الألبوم المظلوم، فقد كان أقل ألبومات عمرو تحقيقا للنجاح رغم جودته ، لكن بعد أعوام اتضح أن وقتها  لم تتماشى مغامرات “الهضبة” مع ذوق الجمهور، الذي لم يتقبل طرح دياب الجديد، والذي أعتمد علي الجيتارات الإسبانية للمرة الأولى، خاصة في الأغنية الرئيسية التي حملت نفس اسم الألبوم، والتي قام بتلحينها عمرو طنطاوي، وأيضا أغنية “العيون” لنفس الملحن، والذي يعد في الأصل عازف جيتار، ومن أوائل من تألقوا مع الجيتارات الإسبانية، ورغم أن الإيقاع “المقسوم” كان السائد في أغنيات الألبوم، إلا أنه لم يكن كافيا لتحقيق التوازن الذي تسببت فيه صدمة جيتارات أغنية “ويلوموني”.

 

 

 

 

 

بداية من عام 1995 وتحديدا مع ألبوم “راجعين” أصبحت ألبومات عمرو تحمل تنوعا في الأفكار الموسيقية، وتمزج بين الطابعين الشرقي والغربي، مع الحفاظ على فكرة الهوية الموسيقية للألبوم، لكن البداية مع “راجعين” لم تكن بهذا التركيز، حيث يعتبر الألبوم تجربة أولى، لكنه في نفس الوقت من أكثر الألبومات المتنوعة بين ألبومات “الهضبة”، حيث تم تقسيم الألبومات على 3 أشكال، الأول الشرقي، والذي اشترك فيه الثنائي رياض الهمشري وياسر عبد الرحمن، على غرار أغنيات “زي الملايكة، هنساك أنا”، والآخر الغربي الذي كان بطله الموزع أشرف محروس في أغنيات “أنسى قلبي، حاولت”، أما الشكل الثالث فجمع بين النوعين، وظهر في أغنيات مثل “راجعين، بلاش تكلمها” للموزع طارق مدكور، وشهد هذا الألبوم تقديم عمرو للمرة الأولى أغنية تحمل الطابع الدرامي الخالص، وحملت اسم “ورجعت من السفر” تأليف مدحت العدل وألحان وتوزيع ياسر عبد الرحمن.

 

 

 

 

 

نور العين نقطة فارقة

النقلة الكبيرة الثانية في تاريخ عمرو كانت من خلال ألبوم “نور العين” في التعاون الأول له مع شركة “عالم الفن” الذي يعد نقلة كبيرة في عالم الموسيقى العربية، من خلال الأغنية التي حملت نفس الاسم، ومن كلمات أحمد شتا وألحان الليبي ناصر المزداوي، وأعتمد الموزع حميد الشاعري على التوزيع الذي يطلق عليه اسم “الملفوف” لأول مرة في الموسيقى المصرية، والذي كان به مزج بين الجيتارات الإسبانية وآلة القانون شديدة الشرقية، والتي ظهرت لمرة أولى كآلة ذات طابع غربي لأول مرة أيضا، واستطاع الشاعري أيضا أن يجعل من آلة “الدف” بطلة للمرة الأولى من خلال الجملة الموسيقية في المقدمة التي اشتهرت كثيرا في تلك الفترة، وحصلت تلك الأغنية على جائزة “ميوزك أوورد”، وحققت شهرة كبيرة على مستوى العالم.

 

 

 

 

 

يعود عمرو للتعاون الأخير مع شركة “صوت الدلتا” من خلال ألبوم “عودوني” الذي صدر عام 1998، والذي قدم التوزيع الموسيقي له بالكامل حميد الشاعري، الذي أعاد دور البطولة للآلة القانون في أغنية الألبوم، والتي خلالها أقدم للمرة الأولى على فكرة تفريغ اللحن من الموسيقى في الفواصل، ومع أصوات الكورال الذي اختار المخرج طارق العريان أن يكون تصويرها في أسوان، ويكون الكورال من أهل النوبة.

 كما ضم الألبوم عدد من المغامرات الموسيقية الجديدة وقتها، خاصة التوزيع الموسيقي لأغنية “خلصت فيك كل الكلام”، والتعاون مع الثنائي الشاب الذين كان في مرحلة الدراسة للموسيقى وقتها الملحن محمد رحيم والشاعر محمد رفاعي في أغنية “وغلاوتك”، وأيضا اللحن المميز الذي قدمه حسن دنيا بأغنية “يا حبيبة”، وشهد الألبوم التعاون الأول مع الشاعر مصطفى كامل خلال أغينة “الملاك البريء” التي لحنها صالح أبو الدهب.

 

 

 

بعدها قدم “الهضبة” للمرة الأولى تجربة “ديو” في ألبوم “قمرين” عام 1999، من خلال أغنيتين، الأولى مع المطرب الجزائري الشاب خالد في أغنية “قلبي”، والتي كتب كلماتها مجدي النجار ولحنها شريف تاج وقام بتوزيعها الجزائري فريد عوامر، أما الديو الثاني كان مع المطربة اليونانية أنجيلا ديمتريو في أغنية “بحبك أكتر” من ألحان شريف تاج أيضا وكلمات محمد رفاعي وتوزيع طارق مدكور.

 وخلال الألبوم أولى “الهضبة” الاهتمام أكثر بوجود أغنيات أعتمدت على الجيتارات الإسبانية، لكن بنزعة أكثر قربا من الجانب اللاتيني، على غرار أغنية “قمرين” للموزع طارق مدكور والملحن شريف تاج، وشهد الألبوم التعاون الأول بين “الهضبة” والثلاثي الملحن وليد سعد في أغنية “ولسه بتحبه” والملحن عمرو مصطفى في “خليك فاكرني” والشاعر أيمن بهجت قمر في “حكاياتي”.

 

 

 

 

 

 

الألفية الجديدة.. اللاتين والريجي

يدخل عمرو الألفية الجديدة بشكل جديد، حيث يقرر الجنوح الخالص إلى أسلوب الموسيقى اللاتينية، خاصة ما يطلق عليها “البوب اللاتيني”، في ألبوم “تملي معاك”، الذي شهد للمرة الأولى الفصل في التوزيع بين الموزع الموسيقي للألبوم طارق مدكور، وموزع الوتريات يحيى الموجي، ويعتبر البعض أن هذا الألبوم هو الأفضل في مسيرة عمرو، لما يتمتع به من جودة كبيرة في اختيار الأغنيات خاصة على مستوى اختيار الكلمات، وتأتي في المقدمة الأغنية الأكثر شهرة ونجاحا التي حملت اسم الألبوم وتمت ترجمتها للعديد من اللغات في مختلف الدول للملحن شريف تاج، ثم يأتي اللحن المميز الذي قدمه وليد سعد في أغنية “لو كان يرضيك” خاصة جملة “عايز تسيب صورتك هنا سيبها” وما بعدها، ومغامرة “الهضبة” مع الملحن عصام كاريكا في أغنية “وهي عاملة إيه دلوقتي” التي كتبها بهاء الدين محمد، ويتوج الألبوم بأفضل أغنية في مسيرة “الهضبة” والتي تحمل اسم “سنين” تأليف محمد رفاعي وتلحين شريف تاج.

 

 

 

 

 

يكمل عمرو مسيرته مع الموسيقى اللاتينية للألبوم الثاني على التوالي، من خلال “ولا على باله”، مع نفس الثنائي الموزع الموسيقي طارق مدكور والوتري يحيى الموجي، لكن بأسلوب مختلف، حيث الاعتماد على شكلين موسيقين جديدين على الساحة العربية، الأول هو الذي يطلق عليه “الريجي” الموسيقى الشعبية في جاميكا وهذا ظهر في أغنيتي “قلت إيه” و”يا حبيبي لا”، والشكل الثاني الأقرب إلى “السالسا” لكن ليست البرازيلية الخالصة، بل الأقرب لدول البحر الكاريبي، خاصة دولة الدومينيكان وترنداد وتوباجو، في أغنيتي “أكتر واحد” و”أحبك أكرهك”، والتي ضمت جملة شعرية من أفضل ما قدم “الهضبة”، “لا القرب مرتحاله ولا البعاد أقدر عليه”، في الكلمات التي صاغها بإقتدار الشاعر أيمن بهجت قمر.

يجب التوقف خلال هذا الألبوم عند أغنية “ولا على باله” للملحن محمد رحيم، والتي قدمها عمرو وطارق مدكور بتوزعين مختلفين، الأول توزيع “الهاوس” الذي أدخله “الهضبة” للمرة الأولى في الساحة المصرية والتوزيع الثاني كان يميل إلى الطابع الشرقي، وأيضا أكثر أغنيات الألبوم نجاحا “بعد الليالي” التي كتبها محمد رفاعي ولحنها خالد عز، ومع هذا الألبوم حقق عمرو جائزة “الميوزك أوورد” للمرة الثانية، وأخيرا العودة للتوزيع الملفوف من جديد من خلال أغنية “ولا ليلة” للملحن البدري كلباش.

 

 

 

 

 

علم قلبي وتحدي جديد

السؤال الذي طرحه الجمهور بعد “ولا على باله”: “ماذا يمكن أن يقدم (الهضبة) في المستقبل؟”، لكنه يثبت أن التجديد لا ينتهي، حيث جاء ألبومه “علم قلبي” مغايرا تماما عما قدمه في مسيرته، أو حتى خلال العشرة أعوام السابقة، فقد لجأ إلى ثنائي جديد في التوزيع الموسيقي، هما فهد وهاني يعقوب، وأرتكزت أفكار الثنائي في تقديم موسيقى جديدة على جمهور “الهضبة”، لهذا كان اللجوء إلى موسيقى “الهيب هوب” على غرار أغنية “علم قلبي” و”أنا عايش” وموسيقى “أر أند بي” على غرار أغنيات “تقدر تتكلم” و”علمني هواك” و”حنيت”، والثالثة هي الوحيدة التي كانت من توزيع عمرو شاكر، كما ضم الألبوم أغنية أعتمدت على الإيقاعات الخليجية للمرة الأولى، وهي أغنية “يا كنزي”، وأيضا “لو عشقاني” التي جاءت على نسق شرقي لموسيقى البوب الأمريكية، كما ضم الألبوم أهم جملة شعرية في مسيرة عمرو دياب “قاللي الوداع وهقوله إيه.. هو الوداع يتقال فيه إيه” للشاعر بهاء الدين محمد والملحن خالد عز الذي قدم لحن على مقام الكرد، لكنه جنح في جملة واحدة فقط “م المجروحين” إلى مقام “الصبا”.

وظهر خلال هذا الألبوم للمرة الأولى موزع الوتريات هاني فرحات الذي تعاون مع فهد في أغنياته وأيضا فكرة تلحين الصولو والتي ظهرت في أغنينتين الأولى “حبيبي يا عمري” من تلحين خالد عز وقام بتلحين الصولو عمرو دياب، والثانية العكس “أنت مقولتش ليه” من تلحين عمرو دياب وقدم لحن الصولو خالد عز.

سيطرة الهاوس

 

 

 

 

 

 

تنتهي مسيرة عمرو مع “عالم الفن” وتبدأ مع شركة “روتانا”، بداية من ألبوم “ليلي نهاري” الذي تولى مسئولية توزيعه نادر حمدي، باستثناء أغنية واحدة فقط، هي “خلينا نشوفك”، التي حملت توزيع طارق توكل وعاد “الهضبة” خلال هذا الألبوم على الإعتماد على آلالات معينة كأبطال في الألبوم، وفي المقدمة جاء البيانو والكامنجا، ومن بعدهما الأكورديون، ويعود “الهضبة” في ألبومه الثاني مع “روتانا” الذي اسم “كمل كلامك” لفكرة الموسيقى السائدة، حيث العودة للجيتارات الإسبانية، مع خطوط خاصة بالجيتار الإلكتروني، خاصة في المقدمة الموسيقية للأغنية التي حملت اسم الألبوم، الذي تقاسم توزيعات أغنياته بين الثلاثي طارق مدكور (7 أغنيات) وعادل حقي (2) وفهد أغنية واحدة.

 

 

 

 

يحصل عمرو على جائزة “الميوزك أوورد” للمرة الثالثة من خلال ألبوم “الليلادي” الذي صدر عام 2007 الذي قدم خلاله الموزع الموسيقي حسن الشافعي موسيقى “الهاوس” بشكل مبتكر من خلال أغنية “نقول إيه” روح الأغنية الشهيرة “Sway” في أغنية “الليلادي”، والعودة للتوزيع “الملفوف” في “أنت الغالي”، ثم تصبح الموسيقى “الهاوس” هي المسيطرة على الألبوم التالي الذي صدر عام 2009، وجاء تحت اسم “وياه”، وأيضا “الله على حبك أنت” و”عيني وأنا شايفة”، وتعد أغنية “آه من الفراق” من أكثر الأغنيات تحقيقا للنجاح، والتي كتبها بهاء الدين محمد.

 

 

 

 

 

مع ألبوم “بناديك تعالى” يقرر عمرو العودة للسيطرة على تلحين أغنيات الألبوم، حيث قدم 9 أغنيات، وتشارك في واحدة مع أحمد صلاح حسني وأغنيتين من تلحين عمرو مصطفى وعمرو طنطاوي، تحمل مسئولية توزيع الألبوم بالكامل عادل حقي الذي جعل “الهاوس” أيضا هو الشكل المسيطر، لكن بتنويعات موسيقية جديدة في 5 أغنيات هم “بناديك تعالى، تجربة وعدت، هي حياتي، معاك برتاح، أغلى من عمري”، وكعادته والحرص على إدخال الجديد يقدم “الهضبة” مع عادل حقي توزيع جديد علينا من خلال أغنية “هلا هلا” والجنوح إلى شكل “الريجي تون”، وهي الموسيقى المتطورة من شكل “الريجي”، لكن مع إدخال الجيتارات الإلكترونية، وهذا النوع أبتكر في دولة بورتريكو.

 

 

 

 

 

 

عام 2013 حصل عمرو على جائزة “الميوزيك أوورد” للمرة الرابعة من خلال ألبوم “الليلة” والذي خلاله عاد الهضبة للحرس القديم الملحن خليل مصطفى والشعراء بهاء الدين محمد ومجدي النجار وعادل عمر وفي التوزيع اشترك فيه أسامة الهندي وعادل حقي، ونفس الحال الألبوم التالي الذي حمل اسم “شفت الأيام” الذي عاد فيه “الهضبة” للجيتارات الإسبانية من خلال أغنية “جماله” للملحن شادي حسن والموزع أسامة الهندي.

 

ألبوم “أحلى وأحلى” الذي قدمه عمرو عام 2016 بطله الملحن إسلام زكي من خلال تقديمه لـ3 لأفضل الأغنيات لـ”الهضبة” في تلك الفترة “وعدتك، راجع، عكس بعض”، ثم يأتي الملحن محمد النادي من خلال لحن “معاك قلبي”، ويعد هذا الألبوم الإنتاج الأول لشركة “ناي ميوزيك”، وفي ألبوم “معدي الناس” يعود “الهضبة” للتوزيع “المقسوم”، لكن من خلال شكل جديد يسمى “التروبيكال هاوس” للموزع أسامة الهندي، وفي ألبوم “كل حياتي” تأتي تحفة عمرو مصطفى اللحنية “باين حبيت”، لتكون نقطة نور في هذا الألبوم، وعلى نفس النسق يسير “الهضبة” في ألبومين متتالين يحملا اسم “سهران” و”يا أنا يا لأ”.

أما آخر الأغنيات المنفردة التي طرحها، كانت منذ أيام قليلة، وحملت اسم “بطمن عليك”، كلمات وألحان عزيز الشافعي، وتوزيع أحمد إبراهيم، الذي قدم واحدا من أفضل التوزيعات الموسيقية لـ”الهضبة” خلال الأعوام الأخيرة خاصة في موسيقى الفواصل.

نقلا من عدد أخبار النجوم بتاريخ 27/4/2023