« كلام يبقى »

ممتاز القط
ممتاز القط

أى والله.. كنا نقف داخل مبنى مجلس الوزراء باليونان انتظارا لبدء المحادثات بين البلدين حيث كنا نرافق الرئيس الراحل حسنى مبارك. المبنى ليس كبيرا ولكنه يقع داخل مساحة كبيرة من الأشجار وكلها أشجار مثمرة من أجود أنواع البرتقال واليوسفى والتفاح.

على جانبى الشارع الذى يصل لمقر مجلس الوزراء كانت توجد أيضا مساحات خضراء تتوسطها الأشجار المثمرة. أشار لنا أحد ضباط الأمن اليونانى بأنه مسموح لنا بتناول هذه الثمار.

فى العديد من دول العالم التى زرت معظمها كان هناك اهتمام خاص بزراعة الأشجار المثمرة على جانبى الطرق والتى تفوح منها روائح ذكية.

لم يكن غريبا أن تشاهد بعض السائحين أو أهل البلد وهم يقومون بقطف الثمار ولكن بطريقة منضبطة وبكميات قليلة مع وضع قشور الفاكهة فى سلال خاصة معلقة على الأشجار.

تذكرت ذلك وأنا أتجول فى المناطق الجديدة والعمران الذى امتد إلى مناطق كثيرة كانت عبارة عن تلال من الكثبان الرملية وتحولت إلى مبان شاهقة ليس بالقاهرة وحدها ولكن فى كل محافظات مصر.

شيء واحد ينقصها وهو المساحات الخضراء والتى يمكن زراعتها بالأشجار المثمرة وخاصة على جانبى الطرق الكثيرة التى أصبحت تلف كل مدننا.

تخيلوا معى طريقا مثل الطريق الصحراوى للإسكندرية أو الذى كان يسمى بالطريق الزراعى والذى اختفى تماما بسبب كتلة العمران غير المخطط التى كادت تبتلعه. تخيلوا أن طريقا يمتد لمئات الكيلومترات تمت زراعته بالأشجار المثمرة وخاصة الموالح والزيتون.

ثقافة زراعة أشجار الفيكس الخضراء لابد أن تختفى وبعد أن ثبت أنها تؤدى لتكاثر الحشرات وتمتص الأتربة ولا توجد منها أى فائدة تذكر.

أيضا هناك أراضٍ كثيرة فى كل المحافظات تملكها الدولة يتم الآن تحويلها إلى مولات ومحلات دون أى تفكير فى إنشاء حدائق داخل المدن.

فى الجمهورية الجديدة لابد أن يختفى القبح الذى تبدو عليه بعض المدن التى خلت تماما من أى صورة للجمال. لدينا مياه جوفية تكفى لتحويل مصر كلها إلى جنة وارفة الظلال.