رٌكن الحواديت

وجوه الخزي والعار!

زكريا عبدالجواد
زكريا عبدالجواد

فجأة.. كشفت المرأة نقابها، وملأت وجه الرجل الخمسينى بالبصاق، ثم خلعت حذاءها؛ وانهالت على قسماته بعنفٍ وسط ردة فعلٍ باهتةٍ منه، ومحاولة يائسة بيده المرتعشة ليُخفف حِدة الإهانة! ثم قالت بلهجة صعيدية شرسة: «لن أتركك، حتى أقتلك بيدي».

تطايرت منها جُمل الغضب، أكدت فيها تفاصيل التحرش بها لحظة ركوبها الباص، وقبل أن تُكمل التفاصيل انهال السائق على الرجل بالضرب حتى أوقعه أرضًا، ثم قفز عليه راكب آخر وكأنه عداء؛ وأشبعه باللكمات حتى ظننت أن المتحرش فارق الحياة.

لم تكتفِ المرأة بذلك بل اقتحمت عصبة الرجال، وانهالت عليه بالركل فى أماكن متفرقة من جسده وهو يتوسلها ومن لهجة المتحرش تبينا أنه غريب عن محافظة الأقصر، ويعمل بإحدى شركات المقاولات الكبرى، ولم يفض هذه المشاجرة سوى استغاثة المتحرش ببعض المارة!

كانت واقعة التحرش هذه من المشاهد النادرة التى أراها فى الصعيد، وبالقطع.. لا أدعى أن هناك مجتمعًا ملائكيًا، ولكن الواقعة تؤكد أن أعراف القبائل تلعب دورًا مهمًا فى ضبط السلوكيات، وتحميها من متغيرات اجتماعية مخيفة، فرضتها فضاءات مفتوحة بلا ضابط عبر الانترنت وغيره لتهدم القيم، وتُعلى من اللاحياء، وأتمنى ألا تقترب من تشويه ملامح إنسانية رائعة لشعب مصر العظيم، وأخص منه وجه الجنوب الجميل.