طارق البيطار.. من هو محقق مرفأ بيروت الذي يواجه تحديات كبرى لكشف حقائق الانفجار؟

طارق البيطار
طارق البيطار

يواجه القاضي طارق بيطار الذي قرّر استئناف التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، ضغوطًا سياسية وقضائية في لبنان، بعد أن اتهم في تحقيقاته حول انفجار المرفأ النخبة السياسية في البلاد بالضلوع والتسبب في حدوث الانفجار ما شكّل أزمة كبيرة في لبنان له 

أطلق 41 نائبا من نواب "التغيير" و"المعارضة" نداءً اليوم الجمعة، أعلنوا فيه رفضهم المساس بصلاحيات المحقق العدلي في انفجار مرفأ بيروت القاضي طارق البيطار.

وطالب النواب بمحاسبة مدعي عام التمييز القاضي غسان عويدات، بسبب ما قام به من مخالفات.

وعقد 41 نائبا من "قوى التغيير" و"المعارضة" اجتماعا موسعا في المجلس النيابي اليوم، "ناقشوا خلاله آخر المستجدات القضائية، وأصدروا بيانا بعنوان "نداء 27 كانون الثاني 2023، موجه من المجلس النيابي"، ووقعوا عليه.

بالأخص بعد إعلان الأخير عن استدعاء عدد من المسئولين الكبار في حكومة حسان دياب، بعض منهم ينتمي للفصيل الشيعي، بتهمة الاهمال الذي أدي إلي الحادث الكارثي، و الانفجار الدامي الذي نتج عن شحنة هائلة من نترات الأمونيوم.

من هو طارق البيطار؟

نشأ طارق البيطار في بلدة عيدمون بمنطقة عكار شمالي لبنان، و تخرج القاضي صاحب الـ46 عاما من معهد الدروس العدلية في البلاد، مما أهله بعد ذلك للالتحاق بالسلك القضائي.
 ثم تولي مركز المحامي العام الاستئنافي في الشمال، وفي النهاية تولي منصب قاض منفرد، ليتولي في عام 2017، رئيسا لمحكمة الجنايات في بيروت.

بالرغم من اكتسبه شهرة كبيرة بسبب تولي التحقيق في انفجار مرفأ بيروت، لكن هذا لا يمنه انه كان وجها مألوف قبل ذلك في السلك القضائي اللبناني، بعدما تولى التحقيق في قضايا خطيرة شغلت الرأي العام، مثل قضية مقتل الشابين جورج الريف وروي حاموش، والطفلة إيلا طنوس، التي تعرضت لأخطاء طبية أدت إلى بتر أطرافها الأربعة.

بالإضافة إلي أن القاضي طارق البيطار ليس محسوب علي أي فصيل سياسي لبناني، ولا يعرف انتماء لأي طرف من اطراف المعادلة السياسية اللبنانية.

التحقيق بانفجار مرفأ بيروت

تولى القاضي البيطار مهمة التحقيق في كارثة المرفأ منذ فبراير2021، بعد ان تنحي عنها القاضي فادي صوان ،بسبب  الضغوط السياسية، واستهل عمله في يوم إجازة، كما ذكرت صحيفة "النهار" اللبنانية.

جدير بالذكر انه كان من المفترض أن يتولي البيطار سير التحقيقات في قبل صوان، لكن الجهاز القضائي لمس ترددا من جانب القاضي، خاصة بعدما قال :"لست متحمسا، لكن إن تسلمت هذا الملف فأسمضي فيه حتى النهاية".

استقبل أهالي عيدمون الخبر بترحاب شديد، إلى درجة أنهم رفعوا لافتات تبارك للقاضي علي هذ التكليف ، بالرغم من صعوبته، وقال الأهالي لوسائل إعلام لبنانية إن ابنهم قاض نزيه في عمله ويحرص على منح كل ذي حق حقه.

ولم يمض وقت طويل على تولي البيطار التحقيق في القضية، حتى بدأت المشاكل في الانفجار، التي كانت أبرزها من حزب الله،و ميليشياته المسلحة التي تسيطر جزء كبير من الحياة السياسية في لبنان بقوة السلاح و الأمر الواقع.

تجلت تلك الأزماتن عندما  شن الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، هجوما عنيفا على البيطار، متهما إياه بالاسم مطالبا مجلس القضاء الأعلى بتغييره لأنه يسيس القضية .

ولم يتوقف الأمر هنا، إذ ذكر مصدر قضائي لوكالة "رويترز" أن مسؤولا بارزا في حزب الله هدد بيطار بأن الحزب سيزيحه عن التحقيق.

ويواجه البيطار ضغوطا كبيرة من سياسيين آخرين، إذ نجا في مطلع أكتوبر الجاري من محاولات إقصائه عن التحقيق، بعدما رفضت محكمة التمييز شكويين بحقه.

وكان من بين مقدمي الشكاوى نائبان من حركة أمل هما علي حسن خليل وغازي زعيتر.