مشروعات عملاقة فى الصعيد وسيناء l مصر تجني ثمار خططها التنموية

مشروعات تنــــــموية تغير وجه الحياة فى ســـــوهاج
مشروعات تنــــــموية تغير وجه الحياة فى ســـــوهاج

 أحمد جمال

أكدت المشروعات التنموية التى افتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى فى محافظة سوهاج الأسبوع الماضى والتى لحقتها هذا الأسبوع بمشروعات قومية أخرى تفقدها رئيس الوزراء مصطفى مدبولى بمحافظة شمال سيناء، على أن مصر تجنى فى الوقت الحالى ثمار خططها التنموية التى دشنتها منذ سنوات وخلقت واقعًا جديداً يستفيد منه المواطنون بصورة مباشرة، وهو ما يدحض الشائعات التى لا يتوانى إعلام تنظيم الإخوان الإرهابى ترديدها مؤخراً وتستهدف زعزعة الثقة فى الاقتصاد المصري.

سلطت المشروعات التى افتتحها الرئيس فى سوهاج الضوء على النجاح الذى حققه مشروع حياة كريمة فى مرحلته الأولى والذى وصل إلى القرى الأكثر فقراً على مستوى الجمهورية، وبرهنت على أن تقديم خدمات صحية وتعليمية على أعلى مستوى بتلك المناطق لم يعد حلمًا وأضحى واقعًا ملموساً يلمسه الجميع عبر تحسين جودة الحياة بوجه عام لملايين المواطنين الذين يعيشون هناك.
تترجم تلك المشروعات حقيقة راسخة وهى أن الموازنات التى جرى توجيهها إلى مشروعات التنمية أتت بثمارها وأن المواطنين أنفسهم يلحظون ذلك، وأن التقليل من أهمية تلك المشروعات يعد أسلوبًا مغرضًا من جانب إعلام معادٍ يستخدم أسلوب الصوت المرتفع ويحاول التغطية على ما تحقق فى محاولة لتسريب الإحباط لعموم المواطنين.

حديث الأرقام
وتشير الأرقام الرسمية إلى أنه تم الانتهاء من وتشغيل عدد 387 مشروعاً فى صعيد مصر فى قطاعات البنية الأساسية من إجمالى استثمارات برنامج التنمية المحلية لصعيد مصر ما يقرب من 2 مليار و867،704 مليون جنيه على قطاعات الصرف الصحى والطرق والنقل، مياه الشرب الكهرباء والإنارة تحسين البيئة، التطوير الحضري، ودعم مشروعات التنمية الاقتصادية المحلية وتطوير ورفع كفاءة الوحدات المحلية ودعم وتطوير المراكز التكنولوجية ودعم الحملات الميكانيكية ودعم منظومة الخدمات المجتمعية وتطوير المنظومة الصحية، واستفاد من البرنامج قرابة 5.8 مليون مواطن فى محافظات الصعيد المستهدفة.
وأوضح وزير التنمية المحلية هشام آمنة، أن استثمارات وزارته الموجهة لمحافظات بالصعيد ضمن برامج التنمية المحلية الخمسة بلغت حوالى 39 مليار جنيه فى 8 سنوات وذلك لتحسين الخدمات المحلية وتعزيز التنمية الاقتصادية وذلك فى مجالات الكهرباء والإنارة والمجازر والأمن والإطفاء والمرور والنظافة وتحسين البيئة والطرق المحلية.

قطف الثمار
بالنظر إلى الزيارة المهمة التى قام بها الدكتور مصطفى مدبولى إلى محافظة شمال سيناء بصحبة سبعة من الوزارة فإنها تعد دليلا آخر على أن مصر تجنى ثمار جهودها خلال السنوات الماضية سواء كان ذلك على مستوى مجابهة التنظيمات الإرهابية التى جرى دحرها ببطولات أبطال الجيش والشرطة، أو على مستوى المعركة التنموية التى خاضتها الدولة تزامنًا مع المعارك العسكرية الناجحة.

وأشار الدكتور مصطفى مدبولى إلى أن الزيارة المهمة شهدت تفقد مناطق كثيرة داخل شمال سيناء، بداية من رفح، مرورا بالشيخ زويد، ووصولا إلى العريش، موضحًا أن التواجد اليوم فى هذه المحافظة، وحجم الأعمال والمشروعات المنفذة بها، والقدرة على التحرك بمنتهى الأمان فى الطرق والميادين، لم يكن ليتحقق لولا تضحيات آلاف الشهداء من القوات المسلحة والشرطة والمدنيين، الذين سجلوا تضحياتهم على كل شبر من هذه الأرض، وكانوا سببا مباشرا فى حجم الحركة التى نشهدها اليوم فى تنمية شمال سيناء وسيناء كلها، والتى أطلقها الرئيس عبدالفتاح السيسي.

رؤية متكاملة للتنمية
وقال الدكتور إكرام بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن رؤية الرئيس عبدالفتاح السيسى للتنمية الشاملة فى مصر تتركز على رفع المستوى الاجتماعى للمواطنين الذين غابت عنهم المشروعات التنموية لعدة سنوات، وأن زياراته فى سوهاج وقبلها المنصورة الجديدة وغيرها من المدن المختلفة فى الأقاليم تبرهن على أن هناك ربطا مباشرا بين مشروع حياة كريمة وبين الخطط المصرية للارتقاء بمعيشة المواطنين.
وأضاف أن السياسات الاجتماعية المصرية تهدف لتقليل الأعباء التى يواجهها المواطنون فى حياتهم اليومية، وأن الدولة تُلقى بثقلها فى تلك المشروعات التى تركز على تحسين البيئة المحيطة بالمواطنين وإعادة ترميم البنية التحتية التى تضمن مساعدة المواطنين التغلب على مشكلاتهم.

ولفت إلى أن المشروعات تحقق عوائدها من خلال تشغيل العمالة وتوفير مزيد من الوظائف ومحاربة البطالة إلى جانب التوسع فى برامج الحماية الاجتماعية وتوفير تأمين صحى يرضى عنه المواطنون، وبالتالى فإن الأهداف الاقتصادية تمتزج بالنواحى الاجتماعية، ويبرهن ذلك على أن مصر تعمل من خلال استراتيجية موضوعة سلفًا باعتبار أن محور عملية التنمية يخدم بالأساس تحسين الحياة الاجتماعية.

رسائل مهمة
ومن جانبه أشار النائب بمجلس الشيوخ، عصام هلال، الأمين العام المساعد لحزب مستقبل وطن، إلى أن افتتاح المشروعات التنموية بمثابة رسالة طمأنة للمواطنين الذين يتبادر إليهم القلق بشأن الأوضاع الاقتصادية من خلال تقديم رسائل عملية من أرض الواقع لكى يرى المواطنون حجم الإنجاز الذى تحقق، كما أنها رسالة طمأنة بأن المشروعات القومية والمبادرات الرئاسية مستمرة فى التنفيذ على الأرض، تحديداً ما يتعلق بالمرحلتين الثانية والثالثة من مشروع حياة كريمة الذى يستهدف تغيير وجه الحياة لـ 60 مليون مواطن.

وأكد أن الاقتصاد المصرى استطاع امتصاص الأزمات التى ترتبت على انتشار فيروس كورونا، كما أن الحكومة نجحت فى توفير السلع الغذائية بالرغم من مشكلات انعدام الأمن الغذائى التى واجهتها دول عديدة حول العالم، ما يبرهن على أن سياسات الإصلاح التى تبنتها الحكومة فى السابق كانت إيجابية وساهمت فى تحصين المصريين من ارتدادات الأزمات الدولية.
وشدد على أن خطط الحكومة تمكنت من رفع الاحتياطى الاستراتيجى لغالبية السلع الرئيسية لمدد أكثر، وأن ذلك يبرز من خلال تدشين معرض «أهلا رمضان» الذى كان يقام سابقًا قبل أيام من قدوم الشهر الكريم لينطلق قبل شهرين ومن المقرر أن يستمر لبعد نهايته أى إلى ما يقرب من منتصف العام الجاري، وهو أمر لم يكن ليتحقق لولا أن هناك رؤية مستقبلية لما يكون أن تؤول إليه الأوضاع.

تطوير الإنسان
ومن جانبه قال رئيس حزب الجيل، ناجى الشهابي، إن الرئيس يشعر بمعاناة المواطنين ويقدم إليهم مزيدا من رسائل الطمأنة سواء كان ذلك من خلال تصريحاته الأخيرة أو عبر المشروعات التنموية التى تستمر الحكومة فى إنجازها، وأن المطلوب فى مقابل ذلك من الحكومة أن تحرك عملية الاستثمار إلى الأمام وتزيل العقبات التى يشكو منها البعض من المستثمرين، بما يساهم فى الاستغناء تماماً عن الاستيراد من الخارج.
وأضاف أن مصر قضت على الإرهاب الأسود وحاصرته وأعادت الأمن والأمان فى كافة المحافظات وبالتحديد محافظة شمال سيناء، التى كانت مسرحاً للعمليات الإرهابية خلال العقد الأخير، وأن جولة  رئيس الوزراء لمحافظة شمال سيناء وزيارته لرفح والشيخ زويد والعريش بمثابة رسالة طمأنة للداخل والخارج بأن سيناء أصبحت آمنة بفضل قواتنا المسلحة وقوات الشرطة العظيمة.

وشدد الدكتور حسن سلامة، أستاذ العلوم السياسية بالمركز القومى للبحوث الاجتماعية والجنائية، على أنه فترات عدم اليقين دائما ما تكثر فيها الشائعات التى تنتشر على نحو واسع وتروج بطريقة كبيرة لخلق رأى عام مضلل وأن تطوير البيئة الاجتماعية يستهدف بالأساس خلق حالة من الوعى تستطيع أن تفند ما يتعرض له المواطنون من معلومات كاذبة وفرزها وتفنيدها.

ولفت إلى أن المواطنين كلما لمسوا أن هناك تعليمًا جيداً ووسائل نقل متطورة وطرقا ميسرة يساهم ذلك فى زيادة معدلات إنجاز خطط التنمية بعيداً عن أى شائعات تحاول عرقلتها، وهو ما تعمل عليه الرؤية المصرية التى تستهدف بالأساس تطوير الإنسان المصري، عبر تحسين جودة الحياة التى تتمثل فى الخدمات العامة التى يتلقاها المواطنون إلى جانب تعزيز قيم المواطنة وتدشين المشروعات القومية التى تساهم فى سرعة عجلة النمو.

أقرأ أيضأ : «العربي للعدل والمساواة» يشيد بزيارة رئيس الوزارء إلي شمال سيناء