لست من هواء دفن الرؤوس فى الرمال او تقديم رؤية غير منطقية للاحداث ولكننى لست متشائما من التطورات التى ازعجت الجميع فى نهاية الاسبوع الماضى من ارتفاع فجائى فى سعر الدولار امام الجنيه المصرى وتراجعه بعد ساعات ولغير المتخصصين كل الحق فى القلق من هذا التطور الذى يؤكد ان السوق غير مستقر.. ولكن تصريحات المصادر المصرفية التى جاءت فى ختام اليوم كانت تبث طمأنينة فى القلوب حيث كشف مصدر مصرفى مسئول عن ارتفاع حجم المعاملات التى تمت عبر سوق الإنتربنك الدولارى خلال تعاملات اليوم الأربعاء، بشكل كبير لتتراوح بين 650 إلى 750 مليون دولار لأول مرة منذ شهور، وذلك بالمقارنة مع نحو 150 مليون دولار فقط كمتوسط فى الفترة الماضية.
وقال المصدر، إن البنوك تلقت أيضًا تدفقات قوية بالعملة الأجنبية خلال تعاملات اليوم، بقيمة تجاوزت 250 مليون دولار من مؤسسات دولية كبرى، التى عادت للاستثمار فى السوق المصرية من جديد، بعد غيابها لفترة طويلة، وهو ما يؤكد عودة ثقة مجتمع الأعمال الدولى فى الاقتصاد المصري، وفى إجراءات السياسة النقدية المتبعة مؤخرًا.
وهذا يؤكد ان حسن عبد الله محافظ البنك المركزى ومعاونيه لا يتركون السوق يعبث بمقدرات المصريين ولكن تدفق الحصيلة الدولارية تؤكد ان الامور ان شاء الله حسب رؤية المحللين تسير الى تراجع اكبر للدولار امام الجنيه.
ومع هذا الامر يجب ان ندرك اننا فى حاجة الى وقفة ايضا متوازية مع الروتين والقيود التى يشكو منها المستثمرون وبطء اجراءات منح الرخص وصعوبة التعامل مع المستثمرين من بعض الجهات التى لم تفهم رسالة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى احد المؤتمرات حينما قال انه مستعد ان يستقبل المستثمرين وينهى اجراءاتهم من مكتبه.. وللاسف لم يدرك مسؤلو الاستثمار والصناعة وكل من له علاقة بالاستثمار ان الرئيس حينما يطلق هذا التصريح فهو تحذير لكل معرقل للاستثمار ويؤكد ايضا ان الرئيس يقف وراء دعم الاستثمار لتعزيز الصناعة المحلية وليتهم يدركون.
