بسم الله

النقد مباح

د. محمد حسن البنا
د. محمد حسن البنا

أن تنتقد أعمال أى شخص، هذا حقك. أما أن تتطاول عليه وتسبه وتحقر من شأنه فهنا تدخل تحت طائلة القانون والعقوبات الجنائية لانك خرجت عن النقد المباح الى السب والتجريح. هذه قاعدة أخلاقية ويؤكد عليها الدستور والقوانين المصرية.

وأضم صوتى لصوت الشيخ العاقل الدكتور أسامة الأزهرى فيما قاله فى القضية المثارة على السطح حاليا بشأن الهجوم على فضيلة الامام الشيخ محمد متولى الشعراوى. على الرغم من مرور 25 سنة على وفاته.

ليس لدينا قداسة فى الاسلام سوى لله وكتابه الكريم ورسوله صلى الله عليه وسلم. انما لدينا احترام وتوقير لكل مجتهد ولكل رمز من رموز الدولة. وكما روى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( إذا اجتهد فأصاب فله أجران وإن اجتهد فأخطأ فله أجر). ومن وجهة نظرى فضيلة الامام الشعراوى، رحمات الله عليه اجتهد وكان عالم عصره الأول، واستطاع ان يقدم للناس أوجه التفسير السليم للقرآن الكريم. كما ساهم فى وأد الحركات المتطرفة، وأشهد له أننا فى سبعينيات القرن الماضى تحدث بقوة ضد التطرف والمغالاة فى الدين فى محاضرته الشهيرة بقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة، حيث كانت الجماعات الإسلامية تدعو للتطرف. وكان رحمة الله عليه وسطيا، يقدم الفكر الدينى بأسلوب السهل الممتنع.

وإذا كان للامام الراحل آراء مختلفة عما يراه البعض، فإنها ليست محصنة. وللناس ان تقبلها او ترفضها. أنت ستقف امام الخالق وحدك، يحاسبك عما تعمله او تفكر فيه، أو تضمره فى قلبك. كما ستحاسب عن نواياك فى تقليب الامة على فكر رجل اجتهد بقدر علمه ورحل منذ ربع قرن. أما قلة الأدب والتطاول على الناس بمن فيهم الامام الشعراوى، فهذا يحكمه سيادة القانون. ولا تنس انك حين تهين رمزا من رموز الامة فانت تضرب القوة الناعمة المصرية فى مقتل. وتحط من رموزها امام الخارج. وتزعزع الثقة فيما تقدمه مصر من علماء ومفكرين ومبدعين. أرجو أن يتغلب صوت العقل والقانون فى هذه القضية.
دعاء: اللهم انت السلام ومنك السلام تباركت ياذا الجلال والإكرام.