بدون تردد

حقيقة الموقف الإسرائيلى (1)

محمد بركات
محمد بركات

التصريحات الأخيرة لرئيس وزراء إسرائيل «نتنياهو»، التى أكد فيها استمراره فى الحرب على غزة، وعدم القبول بوقف دائم لإطلاق النار ووقف نهائى للحرب،..، تؤكد لنا ولكل العالم، أنه لا لبس ولا غموض على الإطلاق فى الموقف الحقيقى لإسرائيل الرافض وغير الموافق على قرار مجلس الأمن الأخير رقم «2735»، بخصوص الحرب اللاإنسانية الإسرائيلية القائمة على غزة  طوال الثمانية شهور الماضية وحتى الآن.

وأقول الموقف الحقيقى لإسرائيل للتفرقة بينه وبين حالة اللبس والغموض المقصود والضباب المتعمد، الذى غلف الموقف الإسرائيلى وأحاط به، منذ صدور القرار وحتى أمس الأول، وهو اللبس والغموض الذى شاركت فى صنعه وعملت على وجوده كل من إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية، عن قصد وتعمد.

ففى البداية أعلنت الولايات المتحدة أن هناك موافقة وقبولا إسرائيليا للقرار، الذى صدر بناء على المشروع الأمريكى المقدم لمجلس الأمن، بناء على المبادرة المعلنة للرئيس «بايدن»، التى قالوا عنها إنها مبادرة إسرائيلية فى الأساس، تهدف للوصول إلى قرار بوقف إطلاق النار فى غزة، وإطلاق سراح الرهائن وصولا إلى وقف الحرب وزيادة المساعدات الإنسانية، ثم إعادة الإعمار.

واللافت للانتباه أن الإعلان الأمريكى عن الموافقة والقبول الإسرائيلى بالقرار الصادر عن مجلس الأمن، لم يواكبه إعلان إسرائيلى واضح بالقبول أو الموافقة على قرارالمجلس بوقف إطلاق النار، بل على العكس من ذلك بدا واضحا أن هناك غموضا متعمدا حول الموقف الإسرائيلى.

وفى ذلك انطلقت عدة تصريحات متضاربة صادرة عن عدد من أعضاء الحكومة الإسرائيلية، وأيضا وزارة الدفاع ومكتب رئيس الوزراء، ثم رئيس الوزراء نفسه، تحمل فى طياتها التناقض الواضح والمؤكد مع التأكيدات الأمريكية بقبول إسرائيل لقرار مجلس الأمن، وما ينص عليه من وقف فورى لإطلاق النار.

وفى ظل ذلك الغموض المتعمد من الجانبين الإسرائيلى والأمريكى أيضا، راح الجانب الأمريكى يلقى التبعة والمسئولية فى عدم البدء فى تنفيذ القرار على الجانب الفلسطينى، حيث أكد أنه ينتظر موافقة حماس على القرار حتى يتم التنفيذ والبدء بوقف إطلاق النار،..، وأن الكرة الآن فى الجانب الحمساوى، رغم موافقة إسرائيل.

وأخذ الجانب الأمريكى يكرر ذلك القول عدة مرات، ثم راح يطالب المصريين والقطريين لحث حماس على القبول والموافقة، حتى لا تكون عقبة فى طريق تنفيذ وقف إطلاق النار وتوقف الحرب فى غزة.
«وللحديث بقية»