نقطة على حرف

م. علي سعدة يكتب: الشعراوي وأعداؤه

م. علي سعده
م. علي سعده

في شبابي أواخر الستينيات وأثناء دراستي في كليه الهندسة بجامعه الإسكندرية كان تعريف المثقف هو من يمتلك الثقافة اليسارية.. وكانت مكتبة الشرق في محطه الرمل بالإسكندرية هي أهم مركز ثقافي في المدينة.. وتحتوي على مجلدات بطباعة فاخرة عن لينين وستالين والبرولوتاريا وكارل ماركس بسعر لا يتجاوز خمسة قروش للكتاب الفاخر (٦٠٠ صفحة) ليكون في متناول الجميع.

اليسارية هي التعبير المهذب للشيوعية ومنها بالطبع ولدت الاشتراكية التي اعتنقها الناصريون بعد ذلك ولازالوا يصرون عليها حتى بعد فشلها الذريع.

في تلك الفترة انحرف البعض متجها للوجودية والقليل منهم للإلحاد ..

لازالت حتي يومنا هذا تلك الفئة التي تظن نفسها مثقفه تبث سمومها تحت ثوب العلمانية رغم بعدهم تماما عن العلم والعلمانية .. اللادين منهجهم وهم رواد الحملة الشرسة التي نستمع اليها الآن ضد فضيله الشيخ محمد متولي الشعراوي الذي يكفيه تفسيره الرائع للقرآن الكريم ليغفر له كل شطحاته وتجاوزاته التي صدرت منه بالخطأ ضد المرأة والمسيحية فهو ليس نبيا أو مرسلا وجل من لا يسهو.

لاحظ توقيت الحملة الذي يواكب أعياد أخوتنا المسيحيين .. التوقيت يستفز كل الأديان والاتجاهات فالمدافع عن فضيله الشيخ سيتهم بازدراء المسيحية والمرأة والمدافع عن اليساريين واشباههم سيتهم بالكفر والإلحاد.

يجب ان ننتبه تماما لكل ما نقرأ أو نسمع أو نشاهد .. فالحرب شرسة ولازالت مستعرة.

رحم الله شيخنا الجليل وابعد عنا سموم اشباه المثقفين وهدانا إلى الطريق القويم.