أحمد عزت يكتب: القاهرة تستطيع

أحمد عزت
أحمد عزت

لا خلاف على أن فلسطين وليبيا والسودان هى دول المجال الحيوى والاستراتيجى لمصر تأثيرا وتأثرا على كل المستويات. ويحسب لمصر على اختلاف الأزمنة والأنظمة وفى ظل كل الظروف أنها لم تنشغل لحظة عن متابعة التطورات فى فضائها المجاور واللصيق انطلاقا من دورها وصونا للأمن القومى.

أقول هذا وقد تابعنا خلال الأسبوع الماضى كيف كانت القاهرة حاضرة على خط التطورات فى الأراضى المحتلة، فضلا عن مساعيها للتقريب بين الفرقاء فى ليبيا والسودان.
فلم يشغل مصر، رغم الظروف الاقتصادية الداخلية والعالمية الراهنة، ما يكتنف القضية الفلسطينية من مخاطر وتهديدات، فكان بيانها الصريح بإدانة الممارسات التى تهدد الوضع القانونى والتاريخى القائم فى القدس. وبطبيعة الحال، لا يقتصر الأمر على البيانات فقط، بل هناك اتصالات متواصلة مع الحكومة الإسرائيلية الجديدة لضمان التهدئة وعدم اشتعال الموقف.

خلال الأسبوع نفسه، استضافت القاهرة مباحثات ليست الأولى بين رئيس البرلمان الليبى عقيلة صالح ورئيس مجلس الدولة خالد المشرى. ولهذه المباحثات أهمية كونها الأولى التى تجمع الرجلين بعد فتور بينهما لم يدم طويلا، كذلك كونها أول مرة يتم خلالها تنظيم مؤتمر صحفى للرجلين من القاهرة، قدما خلاله الشكر للشقيقة الكبرى على مواقفها، وأبديا استعداد مؤسستيهما لإطلاق الانتخابات كأحد السبل نحو إنهاء الأزمة الليبية.

أما السودان، فلم تغب عنه القاهرة يوما، وفى سبيل التوصل لاتفاق بين الفرقاء هناك تتوالى الزيارات رفيعة المستوى لكبار المسئولين المصريين إلى الخرطوم، حتى الوصول إلى التوافق والسلام.