يبدو أن هناك توجهاً كبيراً من الحكومة نحو الإنتاج والتصنيع لتحقيق معادلة توفير المنتجات وتحقيق فائض فى الدولارات، وقد ظهر هذا جلياً من خلال قيام بعض شركات السيارات بإقامة فروع لمصانعها على أرض مصر، ونأمل قيام كل الماركات العالمية الشهيرة بافتتاح فروع لمصانعها خاصة فى المنطقة الاقتصادية بقناة السويس وتحويل جزء منها إلى منطقة لوجستية تخدم الشرق والغرب.
ونرجو أن تقوم المكاتب الاستشارية وهيئة التنمية الصناعية بعمل مسح شامل لكل المحافظات للكشف عن الميزات النسبية التى تتمتع بها كل محافظة بهدف إقامة مصانع وشركات تسويق تتناسب مع كل ميزة نسبية على حدة، وأتذكر على سبيل المثال مصنع تجفيف البصل بسوهاج الذى كان يصدر منتجاته إلى أوروبا والذى تحول فى التسعينيات بين ليلة وضحاها إلى كتل خرسانية صماء تضم وحدات سكنية، وأيضا مصنع الزيوت والصابون الذى كان يحقق اكتفاء لسوهاج والمحافظات المجاورة.
واعتقد أن محافظ سوهاج اللواء طارق الفقى سيستمر فى تحقيق المشاريع التى تشهدها المحافظة وبخاصة البنية التحتية التى أحدثت نقلة نوعية وتسهيل الحركة فى المحافظة ، مع ضرورة دعوة رجال الأعمال من أبناء سوهاج وغيرهم لتأسيس الشركات وإنشاء المصانع التى تحقق التنمية وفرص العمل للشباب، بحيث تصبح نموذجاً تنموياً تسير على خطاه مختلف المحافظات.
لقد حققت مصر طفرة فى البنية التحتية خلال السنوات الماضية، ونرجو أن تحدث ثورة صناعية فى مختلف ربوعها وتصبح المنتجات المصرية فى كل أنحاء العالم ويفخر كل مواطن فى كل مكان بشعار صنع فى مصر.
ولتحقيق ذلك يجب تقديم حوافز للمستثمرين فى القطاع الصناعى تبدأ من الأرض، والضرائب، والرسوم الجمركية، وتسهيل الإجراءات الإدارية وتحويلها إلى إلكترونى بحيث يختفى العنصر البشرى من التعامل المباشر مع الشركات والمصانع ونحقق المعادلة الصعبة.
