علي سعدة يكتب: مقتطفات من حياة فارس الصحافة «الحلقة الخامسة»

علي سعدة
علي سعدة

انفرد إبراهيم سعدة بكتابة الموقف السياسي لجريدة أخبار اليوم في جو معاد تماما لأفكاره .. فمعظم كتاب وادباء مصر كانوا من اليساريين والناصريين .. لكنه قبل التحدي واصدر كتابه الرائع الذي اثار ضجه وتحولا في الفكر السياسي المصري وهو كتاب ( الروس قادمون ).


اقترابه من الرئيس السادات لم يكن كافيا لحمايته من نقد وصراخ وتشويش الناصريين له فالسادات لا يتدخل لحمايه اي صحفي حتي لو توافقت اراؤه معه .. وهو ماحدث منه تجاه صديقه الصدوق جلال الدين الحمامصي حينما كتب الاخير عن اكتشاف حساب في بنك باريبا بسويسرا باسم عبد الناصر برصيد ٦ مليون دولار .. وخرج السادات يهاجم الحمامصي قائلا ( عيب ان نتحدث عن ذمه الزعيم الراحل فالمبلغ كان منحه من ملك السعوديه ونزل في حساب عبد الناصر سهوا ونسيناه ) .


واضطر ابراهيم سعده للكتابه بعد ذلك تحت اسم مستعار ليهاجم الفساد وينتقد كل السلبيات بقلمه اللاذع .. اختار ان يكتب تحت اسم احمد فوزي ثم غيره الي اسم انور وجدي.
وظل القراء يتساءلون من هو انور وجدي .. الي ان كشف السر الكاتب الصحفي سمير رجب رئيس تحرير جريده الجمهوريه حينما سألته احدي المذيعات في حديث تليفزيوني عن العمود الذي يفضل قراءته في الصحافه المصريه فاجاب علي الفور ( عمود انور وجدي ال هو ابراهيم سعده ) .. والحقيقه لا ادري هل قالها بعفويه وعن طيب خاطر ام ان الغيره المهنيه تحكمت في الرد .


وفي عهد الرئيس مبارك كان الصحفي الكبير محمد حسنين هيكل ممنوعا من الكتابه في الصحف المصريه .. وطلب ابراهيم سعده من مبارك السماح لهيكل بالكتابه في اخبار اليوم .. وبعد الحاح وافق مبارك. 


ونشرت اخبار اليوم مقال هيكل في صفحتها الاولي وكان بعنوان ( كيف يصنع القرار في مصر ).


انفجر مبارك غاضبا بعد قراءته للمقال وطلب من ابراهيم سعده وقف مقالات هيكل فورا .. ورفض توسلات ابراهيم له بأن يكتب هيكل مايريد وسنرد علي كل اكاذيبه ..

وبالفعل اضطر ابراهيم سعده للاعتذار لهيكل عن نشر اي مقالات اخري له بالجريده ورد هيكل بأنه يعلم ان حريه الصحافه لازالت مقيده .


وكتبت الاخبار اعتذار هيكل عن الكتابه ( لاسباب صحيه ) اسبوعا بعد اسبوع حتي نسي القراء هيكل .

وللحديث بقية